دعا رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، إلى عدم تحميل بلاده فوق طاقتها بما يتعلق بالموضوع السوري، مؤكداً أن نأي حكومته بنفسها عن ما يجري في سوريا لا يعني التسامح مع مخططات التفجير التي كشف عنها مؤخراً في لبنان، كما رأى أن حزب لديه “حس المسؤولية” وسيمتنع مواجهة مع إسرائيل في حال ضربها لإيران. وقال ميقاتي، : “لقد قررنا النأي بنفسنا عن الموضوع السوري سياسياً، ولكن هذا لا ينطبق على المسألة الإنسانية، لدينا اليوم قرابة 70 ألف سوري جرى تسجيلهم رسمياً ضمن النازحين إلى لبنان، ونحن نهتم بتوفير المأوى والرعاية الطبية والتعليم لهم ونحن نقوم بكل هذا ونلبي متطلباتهم بشكل نزيه ودون ضجيج إعلامي.”وبالنسبة لموضوع تهريب السلاح عبر الحدود قال ميقاتي: “هذا صحيح، في بداية الأحداث قبل أشهر كان هناك تهريب، ولكن بعد تطبيق الجيش اللبناني لإجراءات مشددة عند الحدود الشمالية والشرقية للبلاد بهدف التصدي لعمليات تهريب الأشخاص والسلاح، فقد انعدم ذلك تقريبا.”وحول محاولة سوريا نقل الصراع إلى لبنان من خلال مخطط لإحداث تفجيرات كشفته أجهزة الأمن اللبنانية مؤخراً قال ميقاتي: “إذا تابعتم مواقفنا بعد الكشف عن هذا المخطط فقد أكدنا نأينا بأنفسنا عن الصراع في سوريا، ولكن هذا لا يعني إطلاقا أننا نوافق على تدخل سوريا في شؤونا وتنفيذها لهذا المخطط، ولذلك كان هناك موقف صارم من قبل رئيس الجمهورية ومن الحكومة ومني شخصيا.”ولدى سؤاله عمّا إذا كان ذلك يعني بأن الحكومة اللبنانية ستقوم بمراجعة موقفها والاتجاه نحو النأي بنفسها عن النظام السوري ذاته قال ميقاتي: “كلا.. نحن نقول إننا لا نرغب بالتدخل في الموضوع السوري لأنه لا يمكننا فعل شيء.”وأضاف: “نرجو ألا يصار إلى الطلب من لبنان القيام بأمور تتجاوز قدراته ويجب عدم تجاهل وجود انقسام اجتماعي وبالتالي فإن أي موقف قد نتخذه سينعكس على مجتمعنا، ولذلك نعمد إلى النأي بأنفسنا من أجل الحفاظ على وحدة مجتمعنا.”وحول تهديدات إسرائيل لبرنامج إيران النووي والتخوف من حصول ضربة إسرائيلية لإيران يندفع بعدها حزب الله إلى الرد على إسرائيل قال ميقاتي: “أؤمن بحس المسؤولية لدى حزب الله وسائر الأحزاب اللبنانية، ولذلك أجرينا جلسات الحوار في بعبدا (بلدة قريبة من بيروت يقع فيها القصر الجمهوري) واتفقنا في جويلية الماضي رفض قيام أي لبناني بالدفاع عن أي طرف ثالث خارج لبنان.”وأعرب ميقاتي عن اعتقاده بأن حزب الله سيلتزم بهذا الاتفاق مضيفا: “أعتقد أن لدى الحزب حس المسؤولية وسيأخذ ذلك بعين الاعتبار بالتأكيد.”يشار إلى أن القضاء اللبناني كان قد ادعى على الوزير والنائب السابق، ميشال سماحة، المقرب من دمشق، وعلى ضابطين سوريين كبيرين، بينهما علي مملوك، مدير مكتب الأمن القومي في سوريا، بتهمة إدخال متفجرات لتنفيذ عمليات تؤدي إلى نزاعات طائفية.