حذر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، من نشوب حرب طائفية في سورية قد تمتد لتشمل المنطقة بأسرها، داعيا المجتمع الدولي الى حماية المدنيين هناك، معتبرا ان الوضع في هذا البلد بات يشكل تهديداً على سلام المنطقة وأمنها.وقال داوود أوغلو في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس إن "أكثر من 30 ألف شخص قتلوا حتى الآن وفر نحو 300 ألف إلى الدول المجاورة وهناك حوالي مليون شخص نازح. للأسف أصبحت هذه المأساة الإنسانية مجرد إحصائية بالنسبة للكثيرين ولكن ماذا فعل المجتمع الدولي لوقف هذه المذبحة؟ لا شيء حرفيا.. حتى الآن لم نرَ عملا واحدا فعالا لإنقاذ الأرواح البريئة".وتساءل عن تفسير شرعية "فشل مجلس الأمن في أن يعكس الضمير الجماعي للمجتمع الدولي، والذي من مسؤولياته الأساسية الحفاظ على السلم والأمن الدوليين"، مضيفا أن عدم قدرته في التصرف بهذا الشأن إنما يشجع النظام السوري على قتل الأشخاص أكثر من أي وقت مضى.وحذر وزير الخارجية التركي من حرب طائفية قد تشمل المنطقة بأسرها، ومن "وصمة عار أخرى" بعد عشرين عاما، مشيرا إلى مذبحتي سربنيتشا (بيوغوسلافيا السابقة) وحلبجة (في العراق) والتي تتمثل هذه المرة في مدن سورية.وشدد أوغلو على مسؤولية المجتمع الدولي عن حماية الشعب السوري، من دون النظر لأي اعتبارات أخرى غير الضمير والحرص على مصير الشعب السوري، فضلا عن أن الأوضاع في سورية قد "تطورت لتشكل تهديدا حقيقيا للسلم والأمن في الإقليم".تركيا تحتج لسقوط قذيفة سورية على اراضيها في شأن أخر أعلن اوغلو أن تركيا قدمت احتجاجاً لسورية بعد سقوط قذيفة اطلقت الجمعة 28 سبتمبر من الجانب السوري للحدود في بلدة على الجانب التركي ما أدى إلى إصابة مواطن وأضرار مادية.وأكد اوغلو للصحافيين في نيويورك إنه "تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة في اكاتشكال وباقي المدن الحدودية، وتم توجيه مذكرة دبلوماسية إلى سورية، وجرى ابلاغ الأممالمتحدة والحلف الأطلسي بالأمر". وحذر الوزير من أن تركيا ستتخذ اجراءات في حال إطلاق قذائف جديدة من سورية وستمارس كل حقوقها طالما استمرت الانتهاكات الحدودية.من جانبه اوضح الخبير من معهد الاستشراق في موسكو فلاديمير إيساييف في حديث لقناة روسيا اليوم ان استمرار العمليات القتالية بالقرب من الحدود بين تركيا وسورية يمكن ان يؤدي الى خرق هذه الحدود، ولم يستبعد الخبير ان تركيا تبحث عن ذريعة للقيام بتدخل عسكري. كما اشار الى ان انقرة لا تكشف عن السبب الحقيقي وراء مطالبتها بمناطق عازلة، التي يمكن ان تساعد اللاجئين لكن لو كانت هذه المناطق خارج السيطرة الأممية هذا يعني انه يمكن استخدامها لتدريب مسلحين للقيام بهجمات ضد الجيش النظامي.