في خطوة هي الأولى من نوعها منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001، أعدت دائرة الاستخبارات لشرطة نيويورك تقريرا حول المسار الجهادي في البلدان الغربية والكيفية التي يسلكها الناشطون منذ دخولهم محيط الأفكار المتشددة إلى مرحلة القيام بالعمليات الجهادية. وذكرت مراجع إعلامية فرنسية، أن التقرير أعد قبل أيام تحت عنوان "التشدد في الغرب: التهديد الداخلي"، وترجمت صفحاته ال 94 إلى الفرنسية. وأثار محتواه اهتمام الخبير الفرنسي في شؤون الإجرام المنظم والإرهاب ألان بوير الذي اطلع عليه خلال سفر دراسي إلى الولاياتالمتحدة، وعاد بنسخ لتسليمها إلى السلطات الفرنسية. وكان ألان بوير المقرب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفع في مطلع الربيع إلى قصر الاليزيه تقريرا مفصلا حول تحديات الإرهاب وحقيقة تهديداته لفرنسا. ومن أهم الاستنتاجات التي طبعت صفحاته، رسم تقرير رجال الاستخبارات لولاية نيويورك "بورتريه الجهادي" الناشط في البلدان الغربية الذي يبدو للجميع كشخص "عادي"، الأمر الذي يحول دون ظهوره في "رادار الأمن" ولفت الانتباه. وأوضحت دراسة شرطة نيويورك من خلال تدقيقها لنشاطات جهادية عديدة في أمريكا الشمالية وأستراليا وأوروبا (مدريد 2004 ولندن 2005) أن "جهاديو الغرب" يعتمدون مسارات وسلوكات مماثلة. ولاحظ رجال استخبارات نيويورك أن "الثقافة المتشددة" الغربية تظهر في الأوساط الأكثر ضعفا في الجاليات المسلمة، وتشكل "جهادا مستقلا" متأثرا بتفكير تنظيم القاعدة، ولكن مستقل عنه من حيث العلاقة العضوية والتأثير الهيكلي والتمويل. واستنادا إلى دراسة شرطة نيويورك، يمر مسار تكوين مجموعة جهادية عبر أربع مراحل، بدأ بالتقرب من المحيط المتشدد، ثم التشبع بأفكاره، ثم اعتمادها كإيديولوجية لتليها مرحلة الخوض في العمل الجهادي.