قالت مصادر لرويترز اليوم الخميس، إن قوات الأمن التونسية ألقت القبض على أربعة شبان تونسيين كانو يخططون لخطف يهود يقيمون فى جرجيس جنوبى العاصمة فى حادثة قد تثير مخاوف الأقلية اليهودية فى تونس مهد الربيع العربى.وقال لطفى الحيدورى، المسئول فى وزارة الداخلية لرويترز "قوات الأمن أجهضت خطة لاختطاف شبان يهود فى جرجيس.. تم إلقاء القبض على أربعة شبان وتم حجز قطع سلاح غير متطورة".وقال، إن الشبان كانوا يهدفون للمطالبة بفدية مالية بعد اختطاف يهود، وهذه أول مرة بعد الثورة يعلن فيها عن تهديد ليهود تونس التى تقودها حكومة إسلامية، ورفض المسئول تقديم تفاصيل عن هوية المتهمين مضيفا أن الموضوع أصبح بيد القضاء.وكان وزير الداخلية التونسى على العريض قال أمس، الأربعاء، إن السلطات أحبطت محاولات إرهابية دون أن يقدم أى تفاصيل، لكن يبدو أنه كان يشير إلى هذا الحادث على الأرجح.وتعيش فى تونس ذات الأغلبية المسلمة إحدى أكبر الجاليات اليهودية فى شمال أفريقيا، ويقدر عددهم بنحو 1800 يهودى من بينهم حوالى 1500 فى جربة وجرجيس.وقال بيريز الطرابلسى رئيس الطائفة اليهودية فى جربة لرويترز، إنه علم بالفعل بمحاولة اختطاف يهود وإن هناك شرطيا ضمن هذه المجموعة التى كانت تنوى خطف يهود.وتحدث لرويترز قائلا: "هناك شعور بالقلق الكبير هنا فى جربة وجرجيس.. يتعين على الحكومة أن تتحرك وأن توفر لنا حماية أكثر".وأضاف: "هناك رغبة فى بث الخوف فى يهود تونس بهدف إجبارهم على مغادرة تونس.. لكن هذه بلادنا ولن نخرج منها".ومضى يقول: "هذا ليس جيدا لصورة تونس.. الجميع يجب أن يعيش مع بعض مهما كان الاختلاف بيننا".وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام على الثورة التونسية التى أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على وأطلقت شرارة انتفاضات فى أنحاء المنطقة بدأت مرحلة ضبابية تلف التحول الديمقراطى وتهديدات بعض المتشددين فى إثارة المخاوف من أن التعايش السلمى الذى استمر لعشرات السنين قد يبدأ فى التلاشى.وفى 2011 ألغيت الزيارة السنوية إلى كنيس الغريبة اليهودى فى جربة لعزوف الزوار عن الخوض فى بيئة الربيع العربى المشحونة سياسيا، وجذبت جربة عددا قياسيا من الزوار فى عام 2000 بلغ حوالى عشرة آلاف شخص وفى فبراير 2011 وبعد أسابيع فقط من فرار بن على من تونس اشتعلت النيران فى كنيس بمدينة قابس. ولم يصب أحد فى الحادث الذى كان معزولا فيما يبدو لكنه أعاد ذكريات تفجير تنظيم القاعدة لشاحنة ملغومة قتل فيها 21 شخصا أغلبهم زوار ألمان فى جربة عام 2002.والتقى مسئولون من حركة النهضة المعتدلة مع زعماء يهود بعدما فازوا بأول انتخابات فى تونس بعد الثورة فى أكتوبر ليطمئنوهم بأن حياتهم لن تتغير.