أشار الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن إلى أن الخطط الأميركية بشأن أزمتي سوريا وإيران لم تكن تشكل تحديا للرئيس الامريكي باراك اوباما في فترة الانتخابات، ولكنه قال إن الصراعات في المنطقة ستكون مشكلة أمام أوباما في ولايته الثانية.وأوضح الكاتب في مقال نشرته له صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي البريطانية أن أوباما في فترة الانتخابات لرئاسته الثانية كان محظوظا بما فيه الكفاية من جانب خصومه الذين لم يثيروا بشكل جدي قضايا تتعلق بأسباب تضاؤل النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. وقال إن كل ما تحدث عنه خصوم أوباما لا يزيد عن محاولة من جانب منافسه الجمهوري ميت رومني لملامته ومقارعته بشأن الهجوم على القنصيلة الأميركية في مدينة بنغازي الليبية، والذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وأضاف أن أوباما لا يزال يواجه تحديات في أفغانستان، متسائلا إن كانت قوات حلف شمال الاطلسي قد تمكنت من تحقيق أهدافها من وراء الحرب على أفعانستان؟ وإن كانت القوات الأميركية التي أرسل بها أوباما إلى أفغانستان قد تمكنت من القضاء على حركة طالبان؟ وأشار الكاتب إلى أن الجنود الأميركيين والبريطانيين باتوا يلقون حتفهم على أيدي القوات الأفغانية التي دربوها بأنفسهم، وأن هذا بات يشكل معضلة أمام الرئيس الأميركي في ولايته الثانية أكثر من أي وقت مضى. وأضاف كوكبيرن أنه إذا أرادت الولاياتالمتحدة أن تحقق بعض النصر على طالبان في أفغانستان، فإنه يجب على الإدارة الأميركية إغلاق ما أسماه بالحدود المفتوحة من جانب باكستان، وهو المنفذ الذي شكل قاعدة خلفية آمنة بالنسبة لطالبان ولبقية الفصائل المسلحة. وقال الكاتب إن واشنطن تعي المشكلة المتمثلة في الحدود الأفغانية الباكستانية، ولكنها فشلت في أن تفعل أي شيء مؤثر تجاهها، مضيفا أن نظام الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لن يتمكن من الصمود بعد انسحاب القوات الأجنبية من بلاده في 2014. وأوضح أنه بمجرد خروج القوات الأجنبية من أفغانستان، فإن طالبان أو لاعبين آخرين سوف يتحركون لملء الفراغ الذي خلفه الأميركيون والبريطانيون في البلاد. كما أشار الكاتب إلى الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا وقال إنها أيضا تحد آخر أمام أوباما، موضحا أن المسلحين سواء أكانوا في سوريا أو لبنان أو العراق أو ليبيا أو الشيشان دائما يبدؤون القتال كمقاتلين أبطال نبلاء يدافعون من أجل الحرية والديمقراطية.وأضاف أن هؤلاء المسلحين غير المنتظمين والذين يقاتلون بدون أجر سرعان ما يتحولون إلى أمراء حرب أو عصابات إجرامية على حساب الأهالي، ما لم يتم ضبطهم والسيطرة عليهم بشكل شديد.وقال الكاتب إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد يعني توجيه ضربة قاتلة بالنسبة إلى إيران و الى حزب الله اللبناني على حد سواء، ولكنه أضاف أن إيران وحزب الله أكثر دهاء وقدرة من الإدارة الأميركية في ملء الفراغ على الساحة السورية في مرحلة ما بعد الأسد وفي الاصطياد في الماء العكر في المنطقة.وتساءل كوكبيرن عن ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستشترك مع إسرائيل في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية؟ واختتم بالقول إن عدد الأفاعي الموجودة على الخريطة السياسية للشرق الأوسط يزيد على عدد سلالم النجاة بالنسبة للولايات المتحدة في المنطقة.