أبلغ الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، باكستان، أول أمس الخميس، أن بلاده لا تريد أن تصبح ساحة لحروب بين الهند وباكستانوإيرانوالولاياتالمتحدة، مرحبا بالعرض الباكستاني للمساعدة في جهود السلام· والتقى كرزاي القادة الباكستانيين في أول زيارة له إلى البلد المجاور- الذي ينظر إليه الكثير من الأفغان بعين الشك- منذ فوزه في الانتخابات المثيرة للجدل العام الماضية، وتعهده العمل من أجل تحقيق المصالحة مع حركة طالبان المتمردة· ورحب الرئيس الأفغاني بجهود إسلام آباد لدعم جهود أفغانستان للمصالحة، وقال إن باكستان ''لها دور مهم في ذلك وأن أفغانستان سترحب بهذا الدور''· ويتمركز مسلحون من طالبان والقاعدة في مناطق القبائل الباكستانية المحاذية لأفغانستان· ويتهم مسؤولون أفغان وأمريكيون أجهزة الاستخبارات الباكستانية بمواصلة تقديم الدعم لهجمات طالبان في أفغانستان· ورغم أنباء عن اعتقال العديد من عناصر طالبان في باكستان خلال الأسابيع الأخيرة، لا تزال الشكوك تحيط بأجهزة الاستخبارات الباكستانية النافذة وما إذا كانت قطعت علاقاتها مع المتشددين الإسلاميين· ولم تؤكد باكستان سوى اعتقال الملا عبدالغني برادار الذي يصفه مسؤولون أمريكيون بأنه الرجل الثاني في حركة طالبان بعد الملا محمد عمر، إلا أنه قيل أنه كان على اتصال بمسؤولين حكوميين أفغان· وطالبت حكومة كرزاي إسلام آباد بتسليمها برادار، إلا أن بعض المحللين يقولون إن برادار يمكن أن يصبح ورقة مقايضة لباكستان التي ترغب في أن يكون لها كلمة في مستقبل أفغانستان· وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، إن بلاده ''تستشير خبراء قانونيين'' بشأن طلب التسليم، وجدد استعداده للمساعدة في جهود إحلال السلام في أفغانستان· وأضاف ''من أجل السلام والتطور، ومن أجل تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة الاندماج، تضع باكستان كامل ثقلها وراء الأجندة والرؤية التي وضعها الشعب الأفغاني وقيادته المنتخبة''، وتابع ''وسنواصل مساعدة الشعب الأفغاني بكل طريقة ممكنة''· وقررت الولاياتالمتحدة إرسال عشرات آلاف الجنود الإضافيين إلى أفغانستان في إطار استراتيجيتها الجديدة لمكافحة التمرد، والتي تأمل في أن تنهي تمرد طالبان وتهزم القاعدة· كما سعى كرزاي إلى الحصول على مساعدة السعودية في جهود المصالحة وتعهد العمل من أجل تشجيع طالبان وغيرهم من الجماعات المسلحة باستثناء القاعدة على القاء السلاح· وأشار المحللون إلى تزايد المنافسة بين الهند وباكستان، الخصمين اللدودين في منطقة جنوب آسيا، على النفوذ في أفغانستان منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام طالبان في أواخر 2001 ووضع حكومة كرزاي المدعومة من الغرب في السلطة· كما تبادلت طهران وواشنطن الاتهامات بشأن النزاع في أفغانستان، حيث يدخل القتال بين تمرد طالبان والقوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي عامه التاسع· وقال كرزاي في مؤتمر صحافي أعقب محادثاته مع زعماء باكستانيين ''نحن في أفغانستان نعي وندرك تماما أنه بدون باكستان وبدون التعاون مع أفغانستان، فإنه لا يمكن أن يحل السلام والاستقرار في أفغانستان''· وقال إن ''أفغانستان لا تريد أن تكون أرضا لمعارك الآخرين· ولا تريد أن تكون أرضا لحرب بالإنابة بين الهند وباكستان كما لا تريد أن تكون أرضا لحرب بالإنابة بين إيرانوالولاياتالمتحدة''· وأضاف أن أفغانستان ''لا تريد أي بلد أن يقوم بأي نشاط ضد بلد آخر على أراضيها''· وبضعط من الولاياتالمتحدة شنت إسلام آباد عمليات عسكرية على مناطقها القبائلية المحاذية لأفغانستان، حيث يتمركز مسلحون من طالبان والقاعدة منذ غزو أفغانستان عام .2001 والأربعاء دعا الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري، إلى وضع خطة تشبه ''خطة مارشال'' لباكستانوأفغانستان للقضاء على تمرد طالبان إلى الأبد، في إشارة إلى المبادرة الأمريكية عام 1947 لإعادة بناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية·