سطع نجم محافظ الشرطة "حورية كلاعي" كامرأة حديدية، وتوصلت في ظرف قصير من زعزعة شبكات المتاجرة بالمخدرات وتبييض الأموال، وتمكّنت بكل احترافية من تفكيك اللوبي الناشط على محور ڤالمة - الطارف - عنابة، حيث استطاعت أن تشكل سما قاتلا لتلك الشبكات القوية التي اكتسح نشاطها التدميري الشرق الجزائري. حاولت التوغل في الطارف الحدودية لاختراق عمليات العبور والتهريب بكميات هائلة من المخدرات والسموم المتنوعة، كان آخرها التمكن في عملية مطاردة تحت قيادتها، وحضرت "النهار" جزءا من فصولها.. القبض على عصابة محترفة مكونة من ستة أشخاص كانوا يقلون ثلاث سيارات تمت مراقبتهم وفق معلومات مؤكدة وألقي القبض عليهم بعد مطاردة وسط المدينة وخارجها، لتسترجع على إثرها كمية قدرت ب5 كلغ من المخدرات عثر عليها في بيت البارون ببوشقوف. هذه المرأة التي أصبحت توصف ب "شبح عصابات المخدرات" شكلت هاجسا خطيرا لهم حتى أنها جعلتهم يطلقون على منطقة الطارف ب"مقصلة الإعدام "، حيث قادت 18 عملية مطاردة، منها أربع قضايا كبرى، إذ استطاعت القبض على بارون خطير كان إرهابيا تائبا بقسنطينة في جانفي الماضي وقع في كمين نصب له وبحوزته 5 كلغ من المخدرات، وجد بعضها في بطنه. وفي شهر رمضان الماضي استطاعت الفرقة تحت قيادة مباشرة لمحافظ الشرطة "حورية" أن تضع حدا لنشاط بارون آخر معروف بنشاطه الإجرامي تم القبض عليه بمدخل المدينة وبحوزته 1 كلغ من المخدرات. المحافظ "حورية" امرأة تمكّنت من فرض سلطة الأمن في منطقة الطارف من حيث موقعها بالأمن الحضري الخارجي بشبيطة مختار، فقد تمكّنت من أن تزلزل قواعد عصابات المخدرات ومحاصرة نشاطها، مما أدى إلى تسجيل انخفاض معدل الجريمة بالمنطقة منذ مدة، فضلا عن ملاحقة الأشخاص المروجين والمستهلكين لهذه السموم. "حورية" من مواليد 1966، بدايتها كانت في سبتمبر 1986 بعد تربص دام تسعة أشهر كمفتشة شرطة، انتقلت إلى الأمن الولائي بالطارف عام 1989، ثم التحقت بأمن دائرة الذرعان لتصبح ضابط شرطة عام 1996، لتتم ترقيتها إلى محافظ شرطة عام 2006 وتعين على رأس الأمن الحضري الخارجي لشبيطة مختار. وفي ظرف عام ونصف فقط حققت ما عجز عنه الكثير، فهي لا تعرف أثناء عملها إلا الحزم والعزم دون تردد أو شفقة في تطبيق قانون الدولة والالتزام بالواجب المهني الذي تفرضه مؤسسة الأمن لحفظ الاستقرار ومحاربة الجريمة. حورية كلاعي، خارج العمل هي امرأة وربة بيت وديعة تلاقيك بابتسامة دائمة. دخلنا مكتبها بشكل مفاجئ في زيارة غير مبرمجة، بل هو مرور صحفي فضولي، لم نشعر البتة أننا في مركز أمن، بل هو أشبه بخلية نحل لعناصر الأمن الذين يؤدون مهامهم بمهنية عالية وانضباط تام. هي لا تحب الأضواء بقدر ما تؤدي واجبها وفق القانون، تنفرد بالسر المهني، ولم نتمكن من انتزاع اعترافاتها بقدر ما وجهتنا إلى المسؤولين القياديين.