تمكنت فرقة البحث والتدخل التابعة للأمن الولائيفي البليدة نهاية الأسبوع الماضي، من شل نشاط شبكة دولية مختصة في ترويج المخدرات وتبييض الأموال تنشط بالولاية وما جاورها من الولايات الأخرى، بالإضافة إلى ولاية تلمسان بصفتها منطقة حدودية مع المملكة المغربية التي تعد المصدر الرئيسي في عملية التموين الموجهة إلى الولايات المذكورة. وجاءت هذه العملية النوعية بعد ورود معلومات إلى عناصر الفرقة مفادها وجود شبكة ذات نشاط دولي تنشط داخل وخارج الوطن في مجال ترويج الممنوعات مع تبييض الأموال باستعمال الحسابات الجارية، مما اضطر بأفراد الأمن الوطني إلى فتح تحقيق مدقق للتعرف على عناصر الشبكة وتحديد خريطة نشاطها، حيث أفضى التحقيق إلى تحديد أسماء العناصر الناشطة في الشبكة المكونة من ثلاثة عناصر رئيسية إثنان منهم يقطنون بولاية البليدة، ويتعلق الأمر بكل من المسمى ''ت. عبد الله'' وهو البارون الأكبر بالمنطقة والمناطق المجاورة، كان محل بحث لمدة طويلة بسبب كثرة المعلومات التي وصلت إلى قوات الأمن الخاصة بنشاطه المكثف في عملية الترويج بالجملة، والشخص الثاني يعد صديق الأول يدعى ''س.الجيلالي'' يشتغل كبناء استغل بيته الكائن ببلدية بني مراد لتكديس وإخفاء السلعة المتمثلة في مادة الكيف المعالج التي تصل من ولايات الغرب الجزائري، أما عن شريكهما الثالث فيتعلق الأمر بالمسمى » ب. محمد « صاحب 65 سنة يقطن بمدينة سبدو بتلمسان، ويعد أمين مال العديد من البارونات النشطة عبر كامل التراب الوطني. كما أفضت التحريات أيضا إلى أن المتهم الأول كان يقوم بوضع المبالغ المالية الخاصة بشراء المخدرات في حساب المتهم الثالث » ب. محمد « بعد تحديد الصفقة بينهما والكمية التي ستصله إلى البليدة، باعتباره الناطق الرسمي لبارونات الغرب وله صلة مباشرة بأحد أكبر المروجين المغاربة المموّن لمختلف الولايات الحدودية الذي لايزال محل بحث من قبل قوات الأمن الوطني، حيث تعامل معه لمدة طويلة استطاع فيها المتهم الثالث كسب ثقة البارون المغربي، وقد وجد أفراد فرقة البحث والتحري قيمة مالية تجاوزت مبلغ 12 مليار سنتيم في حساب ''ب. محمد'' وهي أموال تمثل عائدات مبيعات المخدرات. ومباشرة بعد التعرف على المجرمين ال3، قامت عناصر الفرقة بإلقاء القبض على الأول والثاني داخل مدينة بني مراد، كما عثروا على كمية 2 كيلوغرام و200 غرام من الكيف المعالج كانت مخبأة داخل بيت ''س. الجيلالي''، كما أوقفت المتهم الثالث الساكن بولاية تلمسان بعد تمديد اختصاص نشاطها ليتم تقديمهم أول أمس إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة البليدة الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهم بعد الإنتهاء من عملية التحقيق خلال الأيام المقبلة.