تمكنّت في الأيّام القليلة الماضية، فرقة مكافحة المخدّرات التابعة لمصالح الأمن الولائي لولاية وهران، من توقيف بارون يتاجر في المخدّرات له صلة وثيقة بقضيّة تهريب أزيد من 11 قنطار من الكيف المعالج التي حجزتها نفس المصالح في شهر أوت الفارط. بعد سلسة من التحرّيات والبحث المطوّل عن أحد كبار المطلوبين في قضيّة 11 قنطارا من الكيف التي تمّ حجزها في شقّة بحيّ الصديقية في شهر أوت الماضي، تمّ إلقاء القبض على بارون يدعى "ج.س" البالغ من العمر 55 سنة، والذي صدرت عدّة أوامر بالقبض عليه بفعل تورّطه في شبكات وطنية ودولية تتاجر بالمخدّرات وتزوّر وثائق السيّارات المهرّبة والمسروقة، حيث تمّ توقيفه شرق وهران، وقد عثر بداخل مسكنه على مجموعة من الوثائق المتمثّلة في نسخ عن بطاقات الهويّة التي كان المتّهم يستعملها للإفلات من مصالح الأمن وكذا وثائق سيّارات مزوّرة، إضافة إلى مبالغ مالية معتبرة، وقد تمّ تحويله على العدالة، حيث أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة عين الترك بإيداعه الحبس المؤقّت بتهم الانخراط في جماعة منظّمة، حيازة والمتاجرة بالمخدّرات وانتحال صفة الغير والتزوير واستعمال المزوّر، مع التذكير بأنّ كميّة 11 قنطار التي تمّ حجزها كانت موجّهة للتهريب نحو ولايات الشرق ومن ثمّ نحو أوروبا، إذ وعلى إثر معلومات كانت بمثابة الدليل لتتبّع خطوات المهرّبين منذ حوالي شهر، تمّ تفكيك شبكة خطيرة تنشط على نطاق واسع في مجال تهريب المخدّرات عبر الحدود المغربية ومن ثمّ نحو عدّة ولايات من الوطن، إذ أسفرت عملية الشرطة التي قامت بها فرقة مكافحة المخدّرات، عن توقيف ثلاثة أشخاص أحدهم بارون معروف في هذا النشاط وصدرت في حقّه عدّة أوامر بالقبض من طرف العدالة بفعل تورّطه في قضايا الاتّجار بالمخدّرات والتزوير واستعمال المزوّر، كما سبق وأن حكم عليه بالسجن المؤبّد غيابيا في إحدى قضايا تهريب المخدّرات، إضافة إلى شريكين له، كما أسفرت عملية تفتيش المنزل المتواجد بحيّ الميلينيوم بالصديقية عن حجز وثائق مزوّرة منها جوازات سفر وبطاقات هويّة ورخص سياقة، كان يستخدمها المهرّبون لانتحال هويّة الغير والتمويه، كما تمّ حجز 4 سيّارات فاخرة ما يدّل على أنّ أفراد هذه الشبكة من طبقة الأثرياء، ولا يستبعد نشاطهم في تبييض الأموال ويجدر الإشارة إلى أنّ فرقة مكافحة المخدّرات تكون بهذه العملية قد وجّهت ضربة قويّة لبارونات تهريب المخدّرات، والتي تضاف إلى سلسلة العمليات الهامّة التي تمّ القيام بها خلال الأشهر الماضية والتي أسفرت عن سقوط كبار البارونات مثل الهامة، الهندي، الطالياني وغيرهم، فضلا عن الكميّات الكبيرة التي تمّ حجزها من الكيف المعالج، إذ تمّ هذا العام ، حجز أكثر من 1640 كلغ من الكيف المعالج و3730 قرص مهلوس، بينما تمّ توقيف 526 متورّطا أودع منهم 417 شخصا الحبس الاحتياطي، أمّا في العام الماضي فقد تمّ حجز أزيد من 1.1 طنّ من الكيف و2 غرام من الكوكايين و7700 قرص مهلوس، حيث تمّ توقيف 687 متّهما وضع 601 منهم رهن الحبس الاحتياطي، مع الإشارة كذلك إلى أنّ قضايا التهريب الدولي للمخدّرات أخذت نصيبها من القضايا المعالجة حيث تمّ خلال السنوات الثلاثة المذكورة، تسجيل 16 قضيّة واللافت للانتباه أنّ القصّر تمّ توريطهم كذلك في قضايا المخدّرات حيث تمّ توقيف 20 طفلا وإحالتهم على العدالة فضلا عن 7 نساء هذا العام.