تعرف سوق الذهب حالة من التذبذب وارتفاع في الأسعار بولاية تيزي وزو، الأمر الذي أثر سلبا على تجار الذهب، خاصة الصغار منهم غير القادرين على اقتناء الذهب بالسعر الحالي، إضافة إلى عزوف المواطنين عن شراء المصوغات، رغم دخول موسم الأفراح. وما زاد من مخاوف الحرفيين والتجار هو الانتشار الواسع للتجارة غير الشرعية لهذه المادة واقتحام العنصر النسوي لها، واللواتي تستعملهن أطراف مجهولة للترويج لسلعتها التي لا تحمل طابع الضمان، وتتنقل هذه النسوة إلى المنازل وتطرق الأبواب بغرض بيع هذه المنتوجات التي تصل إلى نصف ثمنها مقارنة بما يعرض في محلات الذهب، وهو ما تأكدنا منه في بحثنا عن إحدى هذه النسوة المعروفة ببيع المجوهرات ببلدية ذراع بن خدة. وخلال عرضها لنا لبعض بضائعها لاحظنا الفارق الكبير في السعر بينها وبين السلع المعروضة في محلات الذهب، وأكدت لنا هذه المرأة أن زبائنها من الأثرياء وهم كُثر. ومن جهة أخرى، انتقلنا إلى محلات بيع الذهب وسألنا التجار عن نشاطهم، وهنا أكّد لنا أحد التجار بصوت مليء بالحسرة والضجر أن تجارة الذهب في تدهور مستمر، وأنه يمر عليه أحيانا 5 إلى 6 أيام لا يبيع فيها قطعة واحدة، بل إنه يتعرض لخسائر كبيرة، نتيجة البيع بالتقسيط التي أصبحت تلجأ إليها شريحة كبيرة من المجتمع في ظل انخفاض القدرة الشرائية، حيث باع قطعا بأسعار قديمة، وعندما جاء أصحابها لاستغلالها عند انتهاء الأقساط كان سعرها قد ارتفع بشكل كبير. ويقول تاجر آخر إن من بين أسباب الخسائر التي يتعرضون لها انتشار الباعة غير الشرعيين الذين يروجون للذهب ذي 11 قيراطا، حيث يمزج بمادة الكالديوم التي يستخدمها الحرفيون في تلحيم الحلي والتي لا يختلف لونها عن لون الذهب، وبالإضافة إلى أنه لا يمكن معرفتها إلا بعد وتذيب الحلي، كما أن الذهب من نوع ال18 قيراطا المتداول حاليا والمنتج بشرق البلاد، خاصة في باتنة، ذو نوعية رديئة ويقل عياره عن ال18 قيراطا، وأحيانا ينزل عياره إلى ما بين 14 و15، ومع ذلك تلقى هذه النوعية رواجا لقلة الذهب بالسوق. وبما أن الفضة الساحرة ببريقها المميز قريبة من سوق الذهب، أردنا أن نسلط الضوء على تجارتها التي عرفت لعدة سنوات رواجا كبيرا بتيزي وزو، وحاله مشابه جدا لحال سوق الذهب الآن . فغلاء سعر المادة الأولية جعل الكثير من المنتجين المحليين يغيرون نشاطهم، ما أدى إلى نقص منتوج مجوهرات الفضة باستمرار، وبالتالي ارتفاع سعر المجوهرات الفضية. وأكد لنا أحد الحرفين أن سعر الكيلوغرام من الفضة تعدى 3 ملايين سنتيم، ما يعتبر معرقلا كبيرا للاستمرار في هذه الحرفة. المواطن وجد البديل في مجوهرات الفانتازيا عرفت مؤخرا الأسواق الجزائرية عامة والأسواق المحلية خاصة ظهور منتوج جديد طغى على السوق تمثل في حلي الفانتازيا التي تزخر بجميع أنواع الحلي من عقود وأقراط وحتى الأطقم، وهناك من خصص محلات لهذه الحلي. وقد عرفت هذه التجارة مؤخرا في تيزي وزو إقبالا كبيرا عليها، حيث وجد الزبون البديل عن الذهب والفضة اللتان ارتفعت أسعارهما بشكل رهيب. ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى محلات بيع الأكسسورات وهي تعجّ بالفتيات، تحدثنا إلى أحد التجار المعروفين ببيع الفانتازيا بوسط مدينة تيزي وزو بالقرب من مقر المحكمة، فأوضح أنها تعرف إقبالا كبيرا خاصة من طرف الفتيات باعتبارها رخيصة الثمن مقارنة بحلي الفضة والذهب، أما عن المدخول اليومي فقد أجاب أنه يختلف من يوم لآخر ومن موسم لآخر، فيكثر الطلب عليها بحلول فصل الصيف المتزامن وكثرة الأعراس، بعدما أصبحت بديلا عن الحلي الذهبية والفضية، كما أن جمالها لا تقاومه الفتيات.