أبدى العديد من باعة الذهب والمجوهرات الذين تحدثنا معهم بالجزائر العاصمة عن استياءهم الشديد من الوضعية المزرية التي يعيشونها، نتيجة التراجع الكبير عن الإقبال على شراء المصوغات الذهبية، بسبب ارتفاع سعر المادة الأولية، إذ وصلت إلى 220 ألف دينار لنوع 18 قيراط المتداول حاليا بالجزائر، الأمر الذي أصبح يهدد الكثير منهم بالغلق، بالرغم من أننا في موسم الأفراح• وحسب "عمي الحاج" صاحب محل للمجوهرات بساحة الشهداء، فإنه يبقى في بعض الأحيان لمدة 4 إلى 5 أيام دون بيع أي قطعة، الأمر الذي أرجعه خاصة إلى انتشار التجارة غير شرعية لهذه السلع من طرف نساء إحترفن المهنة، يجوبن شوارع العاصمة ويطرقن أبواب المنازل لتقديم خدماتهن وسلعهن التي لا تحمل طابع ضمان بنصف الثمن الذي يعرض في المحلات، كما كشف ذات المتحدث، أن ذلك الذهب مغشوش كونه ذو 11 قيراط فقط، إضافة إلى أنه يمزج بمادة الكالديوم ذات اللون الأصفر، التي يستخدمها الحرفيون في تلحيم الحلي، وهي لا يتغير لونها ولا تظهر إلا بعد تصهير المادة• ومن جهة أخرى، فقد أرجع تاجر آخر سبب الخسارة التي يعيشها لأول مرة في التاريخ، بالرغم من أنه يشتغل بهذه الحرفة منذ أزيد من عشرين سنة، إلى ظاهرة البيع بالتقسيط التي فرضت عليه ارتفاع سعر المادة الأولية اللجوء إليها من جهة، وغلاء المعيشة وتدني القدرة الشرائية للمواطنين من جهة أخرى، وعليه فإنه يبقى ينتظر تسديد الأقساط، ناهيك عن لجوء بعض النسوة إلى بيع ذهبهن المستعمل (كاسي) في فترة غلائه والشراء عند انخفاض السعر• وفي مقابل كل ذلك، فقد أضحت محلات بيع الفانتازيا محل إقبال الكثير من الفتيات على مدار أيام كل السنة، بعدما كانت محدودة من قبل في فترة الأعراس فقط، وذلك بفعل أسعارها المعقولة التي تتراوح مابين 200 دينار إلى 4000 دينار حسب حجم ونوعية الطاقم، فأصبحت بذلك بديلا عن الذهب، إضافة إلى أشكالها الجميلة والمختلفة التي تجلب إنتباه المارين، كما أنها أصبحت الحل الوحيد أمام العرسان ذوي الدخل المحدود، الذين لا يقدرون على شراء الذهب الذي يتعدى سعر الطاقم البسيط 10 ملايين سنتيم•