تشهد مدينة القيروان خلال اليومين الفارطين تعزيزات أمنية مكثفة وتمركز وحدات الأمن والحرس الوطنيين على مستوى المنافذ والطرقات السيارة والطرقات الرابطة بين ولايات سوسة والمنستير و نابل وولاية القيروان ، إضافة إلى تركيز نقاط تفتيش على مستوى مداخل ومخارج المدينة ، وذلك تحسّبا لما قد يطرأ من أحداث على ضوء انعقاد مؤتمر أنصار الشريعة الثالث بالقيروان. وفي هذا الصدد أفادنا شهود عيان، أنّ الحركة عادية في مدينة القيروان صباح اليوم السبت 18 ماي 2013 وذلك قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر مع وجود استنفار أمني لبعض الدوريات الأمنية تتولى التثبّت من الوافدين على المدينة وتفتيش البعض منهم. وفي إطار الاستعدادات الأمنية تداولت بعض المواقع الاجتماعية والإلكترونية مساء أمس الجمعة أنباء عن تمركز مكثّف لوحدات أمنية على مستوى المنافذ والطرقات المؤدية إلى مدينة القيروان، لمنع المنتمين للتيار السلفي من دخول المدينة والمشاركة في ملتقى تنظيم أنصار الشريعة الثالث الذي من المنتظر عقده يوم غد الأحد القادم 19 ماي 2013. وقامت الوحدات الأمنية المتمركزة على مستوى المنافذ والطرقات بإيقاف سيارات وحافلات تقل أشخاصا منتمين للتيار السلفي ومنعتهم من دخول مدينة القيروان .وقد أكّد شهود العيان أنّ الساحة الخلفية للجامع الكبير عقبة بن نافع أين سيلتئم الملتقى الثالث لأنصار الشريعة فارغة ولا وجود لخيام أو منصّة وأنّ الحركة بهذه الساحة هادئة وعادية. من جهة أخرى تضاربت الأنباء بشأن وجود طائرة استطلاع عسكرية تابعة للجيش الوطني من نوع "هيليكوبتر" تحلّق فوق ساحة الجامع الكبير بمدينة القيروان . من جهتها أوردت "الصفحة الرسمية لأنصار الشريعة" على الموقع الاجتماعي ''الفايسبوك'' أمس الجمعة 17 ماي، أن قوات الأمن منعت العديد من الوافدين إلى القيروان من الركوب في سيارات الأجرة بمحطة المنصف باي بتونس العاصمة. ويشار أنّ عددا كبيرا من وكالات الأسفار الأجنبية أجلت رحلاتها المبرمجة يومي السبت والأحد إلى القيروان تجنبا لتعرض السياح إلى مشاكل. أمّا بالنسبة إلى الولايات الأخرى فقد شهدت بدورها تعزيزات أمنية مكثفة على غرار ولاية نابل وتحديدا مدينة الحمامات التي شهدت اليوم السبت حالة استنفار أمني قصوى على مستوى الطرقات السيارة والوطنية المؤدية إلى ولاية القيروان . وقد شملت عملية التفتيش مختلف وسائل النقل. أمّا على مستوى ولاية سوسة المجاورة لولاية القيروان فقد حاصر أعوان الأمن مدينة سوسة لمنع الدخول إلى القيروان، وفي المقابل دعت صفحات اجتماعية منسوبة لأنصار الشريعة أنصارها إلى التزام الهدوء والاستظهار ببطاقات تعريفهم الوطنية في حال طلب منهم ذلك. وفي هذه الأثناء تشهد جميع معابر ولايتي منوبة وأريانة وخاصة الطرقات المؤدية إلى حي التضامن حالة استنفار قصوى تشارك فيها وحدات من الجيش والحرس والشرطة. وتخضع أغلب السيارات المارة بهذه النقاط إلى عمليات تفتيش دقيقة، وتأتي هذه العملية لقطع الطريق أمام الراغبين في الالتحاق بمؤتمر أنصار الشريعة. وتجدر الإشارة إلى أنّه تمّ تأجيل كل التظاهرات الثقافية والاجتماعات والسياسية والرياضية المبرمجة لهذا الأحد بالقيروان وذلك تحسبا لوقوع أي طارئ و تفاديا لأي انفلات أو توتر أمني.