أصابت فرنسا بعض حلفائها بالإحباط، بعد حصولها على إشادة واسعة في أنحاء مالي بسبب هجوم عسكري استمر خمسة أشهر لسحق مقاتلي القاعدة، وذلك لسعيها للتوصل إلى تسوية سياسية مع جماعة منفصلة من متمردي الطوارق. وتثير الأزمة الخاصة ببسط سلطة حكومة مالي على مدينة كيدال، آخر بلدة في الشمال الصحراوي، والتي لم تخضع بعد لسيطرة الحكومة، مشاعر الاستياء من باريس، وقد ترجئ الانتخابات المرتقبة لاستعادة الديمقراطية بعد الانقلاب الذي شهدته البلاد. وحرك جيش مالي قوات باتجاه كيدال، وهي معقل الانفصاليين الطوارق التابعين للحركة الوطنية لتحرير أزواد، لكنه لم يتمكن من تنفيذ وعده باستعادة هذه البلدة بحلول 15 مايو، ولا تريد فرنسا التي تعسكر قواتها خارج البلدة أن يتوجه الجيش المالي إلى هناك خشية حدوث أعمال عنف عرقية إذا استعيدت البلدة بالقوة. وقال عنوان رئيسي لصحيفة "لوماتان" الأسبوعية، التي تصدر في باماكو عاصمة مالي، "باريس تمنع الجيش عند بوابات كيدال". فوضى استمرت 18 شهرا ، شهدت انتفاضة للطوارق وقيام الجيش بانقلاب واستيلاء إسلاميين على صلة بالقاعدة على شمال البلاد ووصول أربعة آلاف جندي فرنسي لطردهم.