دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة أمس الثلاثاء بالجزائر إلى العمل على توثيق العلاقات الجزائرية-التركية في مختلف المجالات. و في كلمة ترحيبية برئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان قبل إلقاء خطاب أمام نواب المجلس أوضح ولد خليفة أن التحديات السياسية و الرهانات الإقتصادية و الثقافية التي تواجه العالم العربي و الإسلامي "تدعو بلدينا للعمل على توثيق علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات و الإستجابة لتطلعات مواطنينا المشروعة في ظل عولمة زاحفة تحمل آمالا و أخطارا كبيرة لمختلف مجتمعات العالم الراهن". و لفت إلى أن "ما يواجه الأمة الإسلامية من تحديات و ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قهر و ممارسات وحشية و الأوضاع الخطيرة في بعض دول العالم العربي و الإسلامي تهدد كلها إستقرار و أمن المنطقة". و اضاف ولد خليفة أن هذه التحديات "تحثنا جميعا على توحيد الصفوف و لم الشمل و تكريس الحوار لمواجهتها بكل حزم و ثبات" مشيرا إلى أنه لا تنمية و لا إزدهار و لا رفاهية لشعوبنا إلا في ظل الأمن و الإستقرار و الحوار الديمقراطي و توثيق عرى التعاون بين دولنا و شعوبنا". و بخصوص زيارة أردوغان للجزائر قال رئيس المجلس الشعبي الوطني أنها تأتي في ظرف إقليمي و دولي يتميز بالتحولات التي تشهدها بعض بلدان المنطقة و ما تواجهه من تحديات أمنية و رهانات إقتصادية. و تابع قائلا " يدفعنا كل ذلك إلى تعميق التشاور بيننا على جميع المستويات" مضيفا أن هذه الزيارة ستسمح للجانبين بتبادل الأفكار حول القضايا التي تهم الجزائر و تركيا و البحث في واقع العلاقات الثنائية و سبل تطويرها و تعزيزها أكثر في المستقبل. و بعد أن ذكر بالعلاقات "العريقة" التي تجمع البلدين قال السيد ولد خليفة أن الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى تركيا عام 2005 نجحت في إعطاء "دفع جديد" للعلاقات الثنائية في جميع المجالات. و عند تطرقه للأوضاع في البلاد سجل أن الجزائر تنعم اليوم بالأمن و الإستقرار بفضل نضال شعبها و حكمة رئيسها "بعد أن عانت من الإرهاب طيلة عقد كامل واجهه الشعب الجزائري بلا نصير و تغلب بفضل تضافر جهود الجيش الوطني الشعبي و قوات الأمن و منظمات المجتمع المدني على الأخطار التي هددت دولته و مؤسساته الجمهورية". و تابع قائلا "و قد توج إنتصاره بمصالحة وطنية فتحت منذ ما يزيد على عشرية مجالات واسعة لإطلاق مشاريع التنمية و الإستثمار و الإصلاحات السياسية الواسعة و العميقة". كما ذكر ولد خليفة بنضال الشعب الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي الذي عمل على طمس هويته و تجريده من حقوقه و مارس عليه أبشع أشكال الظلم و الإستبداد و قدم شعبنا في سبيل الحرية مواكب من الشهداء الأبرار". و شدد رئيس المجلس الشعبي الوطني على أنه من واقع هذه التجربة التاريخية يبقى الشعب الجزائري متمسكا بمبادئ الحرية و العدالة الإجتماعية و مدافعا عن حقوق الإنسان و كرامته و حق كل الشعوب في تقرير مصيرها و إختيار نظامها السياسي. و أضاف "و إنطلاقا من هذه المبادئ حرصت الجزائر على بناء علاقات حسن الجوار و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول و لذلك فهي ليست طرفا في اي نزاع داخلي أو إقليمي و هي تعمل في نفس الوقت على التعاون و التنسيق مع كل دول العالم لمحاربة الإرهاب العابر للحدود و الجريمة المنظمة و تطالب بقية العالم بتجفيف مصادر تمويله".