تمكن المنتخب الجزائري لكرة القدم من رد الاعتبار لنفسه وتدارك اخفاقه في نهائيات كأس افريقيا للأمم 2013 بجنوب افريقيا التي خرج من دورها الأول, بعد أن افتك بجدارة بطاقة العبور إلى الدور الأخير من تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل بفضل فوزه أمس الأحد خارج الديار على منتخب رواندا (1-0) برسم الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة للمجموعة الثامنة. وهو الفوز الثالث على التوالي للمنتخب الوطني والثاني خارج ميدانه, في الوقت الذي سجل فيه منافسه الرئيسي في سباق التأهل, أي المنتخب المالي, تعثرين متتاليين على ميدانه أمام رواندا (1-1) والبنين (2-2). ووصف مدرب ''الخضر'' البوسني وحيد خاليلوزيتش "بالانجاز الكبير" عودة لاعبيه بفوزين من خارج القواعد, وهو الأمر الذي لم يتعودوا عليه في السابق, ويؤكد بأنهم بدؤوا يفرضون أنفسهم في أدغال افريقيا. وقال مدرب منتخب كوت ديفوار سابقا في هذا الصدد : "تسجيل فوزين متتاليين خارج الديار يبعث على الارتياح وهو انجاز لا تفعله إلا المنتخبات الكبيرة. في تاريخ المنتخب الجزائري لم يسبق له وأن انتصر في مباراتين متتاليتين خارج الوطن, ما يزيد من أهمية هذا الانجاز, ويعزز ثقة لاعبينا الشبان في أنفسهم". هذا الأمر تعكسه أيضا تصريحات أحد أقدم لاعبي التشكيلة الوطنية, وهو القائد مجيد بوقرة الذي اعتبر بأن "المجموعة الشابة التي أصبحت تكون المنتخب الوطني قد اكتسبت كثيرا من الخبرة والرشد, وهو مؤشر ايجابي بخصوص مستقبل هذا الفريق". لكن بوقرة سارع في نفس الوقت لتحذير زملائه من مغبة الافراط في الثقة في النفس, داعيا اياهم للاستمرار على نفس النهج لتحقيق الهدف المسطر وهو التأهل إلى كأس العالم القادمة. بوادر منتخب كبير تلوح في الأفق
وأثبتت الخرجات الأربع الأخيرة للمنتخب الوطني بأن هذا الأخير ينتظره مستقبل زاهر إذا ما استمر في المثابرة والاجتهاد سيما وأن معدل عمر لاعبيه صغير ويرشحهم لأن يقولوا كلمتهم في قادم الأعوام. ولعل ما يؤكد اعتماد القائمين على ''الخضر'' على سياسة التشبيب تحسبا للمستقبل, أن التشكيلة الأساسية التي دخلت ميدان ملعب كيغالي أمس ضمت في صفوفها لاعبا واحدا فقط من تلك التي واجهت نفس المنافس بذات الميدان في 2009, وهو المدافع المركزي بوقرة. وهي نفس الملاحظة التي أشار إليها رئيس الاتحاد الجزائري, محمد روراوة في نهاية المقابلة, مشيدا بنجاح سياسة التشبيب المنتهجة, لكنه ذكر بالمقابل بأن "عملا كبيرا ينتظر المجموعة الجديدة لأن بناء فريق قوي وكبير يحتاج إلى كثير من الوقت". واعتبر لاعب الوسط الهجومي سفيان فغولي بأن المباراتين الفاصلتين للتأهل إلى مونديال 2014 المقررتين في أكتوبر ونوفمبر القادم ستكونان امتحانين مهمين للمنتخب الوطني الذي يملك هامشا معتبرا من التطور. وأضاف : "لقد تعبنا كثيرا في الشهر المنصرم لتحضير هذين الموعدين (يقصد تنقلي البنين ورواندا). حققنا هدفنا الأول وهو التأهل إلى الدور الأخير من التصفيات, ولكننا لم نضمن بعد تواجدنا في البرازيل, ما يحتم علينا أن نبقي أرجلنا على الأرض ومواصلة العمل بنفس الصرامة والجدية لبلوغ درجات متقدمة مستقبلا".