انتهجت قيادة الدرك الوطني استراتيجية "متكاملة" لمجابهة التحديات التي تواجه هذا الجهاز خاصة التطور "الرهيب" للإجرام و استفحال الجريمة المنظمة حسبما أكده اليوم الاربعاء بالجزائر العاصمة قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني للجزائر العاصمة العقيد بلقصير الغالي. و في كلمة ألقاها في افتتاح "فعاليات الأبواب المفتوحة على الدرك الوطني" التي احتضنتها مدرسة الشرطة القضائية بزرالدة أوضح العقيد أن الإستراتيجية تتضمن في خطوطها العريضة برامج "طموحة" و "متكاملة" الأطوار تحافظ على "الأصالة" وتعتمد على "العصرنة و التطوير في ظل الإحترافية لتعزيز قدرات السلاح". و أشار نفس المسؤول الذي كان يتحدث باسم اللواء قائد الدرك الوطني أحمد بوسطيلة أن اعتماد استراتيجية جديدة جاء بعد ملاحظة "تنامي الجريمة المنظمة مع تحديات مستقبيلية أخرى باتت تقلق راحة المواطن". كما تعتمد الخطة على برامج تكوينية و تثمين محاور التجنيد و التكوين القاعدي المتميز للأفراد بالمدارس العسكرية و المعاهد الخاصة في الداخل و الخارج في إطار البعثات التكوينية يضيف ذات المسؤول. و من جهة أخرى أوضح العقيد في نفس الإطار أن التكوين مكن عناصر الدرك الوطني من "الإلمام بتقنيات التحري الحديثة والآليات و النظم العلمية الجديدة التي تساهم في تعزيز القدرات الميدانية للسلاح". و قال أن "الاستثمار في الفرد شمل أيضا الفئة النسوية التي أتيحت لها الفرصة لاقتحام هذا المجال الحيوي بقوة لتفرض وجودها إلى جانب زملاء المهنة دون أية عقدة و استطاعت أن تبرز قدراتها الفائقة في جميع الميادين". و أضاف في نفس السياق أن الدرك الوطني إقتنى كل التجهيزات الضرورية التي تعتمد على آخر التكنولوجيات التي توصل إليها العلم من أجل "تطوير الوسائل و الطرق المنتهجة في عملية البحث و التحري للوصول إلى الحقيقة المجردة من الذات". للإشارة فإن فعاليات الأبواب المفتوحة التي تدوم لغاية يوم الجمعة تهدف أساسا إلى "توطيد العلاقة بين المواطن و المؤسسة و وضع أسس متينة و صحيحة من أجل خلق ثقافة أمنية في وسط المجتمع عن طريق الإتصال و التواصل معه". وقد قام ضيوف اللقاء من مدنيين و عسكريين بزيارة معرض خاص بمعدات و أجهزة المدرسة و الأسلحة الحديثة المتوفرة لمواجهة الإجرام قبل حضورهم استعراض خاص بتوقيف الأشخاص وتمارين الكشف عن المخدرات و الأسلحة و المتفجرات عن طريق الكلاب و كذا استعراض تشكيلة للدراجات النارية. و قد أشار المنظمون للابواب المفتوحة ان هذه الاخيرة ستتيح للزوار الاطلاع على التكوين المتواصل و المتخصص الذي تعتمده قيادة الدرك الوطني في ميدان الشرطة القضائية. و عليه سيتم عرض ورشات حفظ النظام و وسائل الإشارة و الإعلام الآلي و خلية الشرطة التقنية و الفرقة الإقليمية و خلية البيئة و الوسائل المتحركة و مركز التكوين في الدراجات النارية و مركز التكاثر و التكوين السينوتقني. يذكر أن مدرسة الشرطة القضائية للدرك الوطني بزرالدة هي مؤسسة موجهة لضمان التكوين التخصصي و المتواصل في مجال الشرطة القضائية أحدثت بموجب مرسوم رئاسي ل 26 ماي 2008 . و أوضح مدير المدرسة العقيد تليجي زكريا في ذات السياق أنه تم تكوين منذ بداية فتحها إلى غاية اليوم أكثر من 7000 ظابط و ظابط الصف في مختلف مجالات الشرطة القضائية. كما يتم تأهيل الضباط و ضباط الصف المدعوين لتولي قيادة وحدات و هياكل مكلفة بمهمة الشرطة القضائية.