وصلت، مساء أمس، سفينتان يونانيتان إلى شاطئ غزة ورصت بحوض الصيادين بالمرفأ الرئيسي للمدينة الفلسطينية المحتلة والمحاصرة منذ عامين بعد أن أبحرتا من جزيرة قبرص قبل يومين، حاملة 47 ناشطا في مجال حقوق الإنسان من بينهم الصحفي الجزائري عياش دراجي مراسل قناة "الجزيرة" القطرية من باريس، وكان في استقبالهم المئات من مواطني غزة، وبعث رئيس حركة حماس برسالة يشيد فيها بالمبادرة. ونظمت هذه الرحلة الجمعية اليونانية "غزة فري"؛ أي "غزة الحرة"، التي يرأسها أستاذ جامعي يوناني من مواليد الإسكندرية إشترى السفينتين منذ عامين وخصصهما لهذه الرحلة، وقد أطلق عليهما إسمي "غزة فري" و"يو أس أس ليبرتي"، وهو إسم السفينة الأمريكية التي قصفها الطيران الحربي الإسرائيلي، وقد حملت السفينتان راهبة كاثوليكية عمرها 81 سنة ويهودية ألمانية من الناجين من المحرقة النازية عمرها 84 عاما وأخت زوجة رئيس الوزراء الأسبق لبريطانيا "طوني بلير"، وهي صحفية في إحدى اليوميات البريطانية. وكانت سلطات الإحتلال الإسرائيلي قد حاولت منع السفينتين من الوصول إلى هدفها بكل الطرق، حيث تعرضت أجهزة الملاحة والإنترنت فيهما للتشويش من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، وقد حذرت حكومة إسرائيل ناشطي السلام من محاولة الوصول إلى غزة قائلة إنّ كلّ الخيارات مفتوحة في التعامل معهم، ووصفت تحرّكهم بأنه "استفزازي" يدعم نظام جماعة وصفتها ب "الإرهابية". وقد وجهت الخارجية الإسرائيلية "رسالة مفتوحة" إلى المتضامنين عبر سفارتها في أثينا، يوم الثلاثاء الماضي، تحذرهم فيها من الاقتراب من شواطئ غزة، لكن أحد المعدين للرحلة قال: "لم نبلغ رسميا من الحكومة الإسرائيلية بأنهم سيعترضون طريقنا، والرسالة وصلتنا عن طريق هيئة الموانئ القبرصية". وفي السياق ذاته، حذرت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة من أن إسرائيل "ستدفع ثمنا باهظا" إذا حاولت منع السفينتين من الوصول إلى ميناء غزة.