دخلت أمس سفينتا كسر الحصار المياه الإقليمية لقطاع غزة بعدما تمكنتا من عبور حقل بحري إسرائيلي للألغام وعلى متنها 44 حقوقيا جاؤوا من مختلف مناطق العالم في مسعى لكسر الحصار الذي تفرضه إدارة الاحتلال على أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة. وسمحت إسرائيل بدخول السفينتين بعدما كانت هددت في وقت سابق بمنع عبورهما.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عفيف شيرون أن إسرائيل تعرف من هم ركاب السفينتين وماذا يحملون معهم لهذا فنحن لا نرى وجود أي مشكل لمنعهم من الدخول. وكانت إسرائيل التي وصفت تحرك الناشطين الحقوقيين بأنه استفزازي يدعم نظام جماعة وصفتها بالإرهابية في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد حذرت طاقم السفينتين من الاقتراب من المياه الإقليمية لقطاع غزة وقالت إنها ستمنعهما من دخول هذه المياه بالقوة. كما وجهت الخارجية الإسرائيلية "رسالة مفتوحة" إلى المتضامنين مع سكان قطاع غزة المحاصرين عبر سفارتها في أثينا الأسبوع الماضي حذرتهم من الاقتراب من شواطئ غزة. وأقدمت قوات إسرائيلية على إطلاق أعيرة نارية تحذيرية صوب مراكب فلسطينية كانت أبحرت منذ صباح أمس انطلاقا من شاطئ مدينة غزة لاستقبال السفينتين وهو ما اضطرها للعودة إلى ميناء رسوها بعد ساعتين من الإبحار وعلى متنها عشرات الفلسطينيين والصحفيين وممثلي منظمات حقوق الإنسان. غير أن هؤلاء الحقوقيين لم يعيروا التهديدات الإسرائيلية أية أهمية وواصلوا رحلتهم باتجاه قطاع غزة بالرغم من تعرضهم لبعض المخاطر حيث تعطلت أجهزة الملاحة والإنترنت في السفينتين كما انقطعت الحرارة من أجهزة هواتف الحقوقيين. وأكدوا في رسالة نجدة بعثوا بها عبر الأقمار الصناعية تعرض أجهزة الاتصال الخاصة بالسفينتين للقرصنة الالكترونية وهو الأمر الذي أثر سلبا على نظام الملاحة الخاص فيهما. وكانت سفينتا كسر الحصار غادرتا مساء الجمعة ميناء لارناكا القبرصي باتجاه قطاع غزة وعلى متنها أكثر من أربعين ناشطا في مجال حقوق الإنسان في رحلة بدأ الإعداد لها منذ عامين في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع. وتحمل السفينة الأولى شعار "غزة حرة" مقتبسا من اسم مؤسسة "حركة غزة الحرة" إحدى المنظمات المعدة للرحلة في حين رفعت السفينة الثانية شعار "يو إس ليبرتي" تيمنا بالسفينة الأميركية التي قصفتها إسرائيل عام 1967. وينتمي الناشطون المشاركون في مجال حقوق الإنسان الى 16 جنسية من بينهم راهبة كاثوليكية في الحادية والثمانين من العمر وفلسطينيين من غزة وإسرائيليين وصحفيين من دعاة السلام. وكانت "حركة غزة حرة" أعلنت في بيان أصدرته نهاية الأسبوع أن مهمتها "تتمثل في التنديد بعدم شرعية العمليات الإسرائيلية وكسر الحصار للتعبير عن التضامن مع شعب غزة الذي يعاني منه". كما أعرب معدو الرحلة عن آمالهم في أن تساهم هذه الرحلة البحرية في لفت أنظار العالم لحجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع جرّاء الحصار المفروض عليهم منذ قرابة العامين وتسبب في وفاة مئات المرضى الذين لم تسمح لهم إسرائيل بمغادرة غزة لتلقي العلاج في الخارج. للإشارة فإن "حركة غزة حرة" أسست قبل عامين وتضم مدافعين عن حقوق الإنسان وعاملين في القطاع الإنساني وصحفيين من جنسيات مختلفة. وأثارت التهديدات الإسرائيلية استياء دعاة السلام الذين طالبوا إدارة الاحتلال بالسماح لسفينتي كسر الحصار بالوصول إلى قطاع غزة.