لازالت التفجيرات الإرهابية والتصعيد الأمني الخطير الذي شهدته الجزائر منذ 15 يوما يلقى صدى كبير واستنكار اكبر من قبل مختلف شرائح المجتمع الجزائري، كان أخرها خروج قيادات وأمراء ما كان يسمى بالجيا بولاية سكيكدة عن صمتهم وفضلوا أن تكون "النهار" أول جريدة تنقل آراءهم حول التفجيرات والعمليات الإرهابية التي أودت بحياة أكثر من 60 شخصا من مدنيين وعسكريين والذين أجمعوا على أن هاته العمليات ما هي إلا عمل خوارج. أبو سليمان عكرمة: "مستعدون لمحاربة الخوارج إن لم يجنحوا للسلم" أبرز من تحدثت إليه "النهار"، القيادي السابق في الإمارة السادسة وأمير كتيبة الشهداء أبو سليمان عكرمة الذي فضل أن يكون أول من يتحدث إلينا، إذا أكد أن العمليات الأخيرة للإرهابيين ما هي إلا تأكيد على حالة اليأس التي يوجد عليها التنظيم الذي حاول دوردوكال السيطرة عليه، لكنه فشل بدليل ارتفاع نسبة المستفيدين من المصالحة في صفوف تنظيمه، قائلا إن التفجيرات الأخيرة نستنكرها بشدة وندعو إخواننا من المسلحين الذين نعرفهم أن يتمردوا على قيادات تفضل تكفير الشعب الجزائري وتنتقم من المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في الجزائر. ودعا قيادات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى الجنوح إلى السلم والمصالحة قبل إعلان نهاية هذه المرحلة والكف عن ضرب وترويع الجزائريين، بالإضافة إلى تحكيم العقل على العاطفة، مضيفا إنني أعرف العديد من المسلحين الذين يرفضون تصرفات القيادة ولكنهم لا يملكون الجرأة الكافية على المواجهة، وقد استغرب استغراق من وصفهم بالمغرر بهم في تصعيد وتيرة العمليات الإرهابية في هذا الظرف بالذات، مؤكدا على استعداده التام لمواجهة المسلحين إن طلب منه، فهو كما قال، على دراية تامة بشؤون المجموعات الإرهابية بغرب سكيكدة، بالإضافة إلى تمسكه بخيار واحد هو السير في ميثاق السلم والمصالحة الذي يراد له الفشل. أبو سراقة الأفغاني: "التفجيرات الأخيرة تؤكد فشل تنظيم درودكال" الذراع الأيمن السابق وعضو إمارة بجاية أبو سراقة الأفغاني، فضل في اتصال مع "النهار" أن يترحم على أرواح الضحايا، مشيرا إلى أن التنظيم المسلح المسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أكد أنه تنظيم فاشل من خلال اتباعه لسياسات الخوارج في تكفير الشعب الجزائري واستحلال دمه بسفكه ومهاجمة واستهداف المدنيين ومن ثم يؤكد أن درودكال فشل في قيادته للتنظيم الذي لم يبق له سوى الاستسلام لرغبة الشعب الجزائري والدولة في الجنوح إلى السلم والمصالحة، مؤكدا مرة أخرى أن إصرار الدولة على مواصلة السلم والمصالحة يقضي على آمال وطموحات قيادات المجموعة المسلحة في تفجير الوضع أكثر، داعيا بالمناسبة أتباع درودكال من المغرر بهم إلى العودة إلى جادة الصواب والانقلاب على القيادة من خلال الانخراط في قانون السلم والمصالحة. أبو العباس: "أدعوا المسلحين إلى الأخذ بفتاوى العلماء الموثوقين" من جهته، قال أبو العباس أمير سابق لإحدى الكتائب بمنطقة الميلية غرب سكيكدة وهو من بين المؤسسين الأوائل للجماعة المسلحة "الجيا"، والذي كان قد استفاد منذ سنة 2006 من قانون السلم والمصالحة، إنه على المسلحين الذين لا زالوا متمسكين بالعمل المسلح أن يعلموا أن خرافة إسقاط النظام غير ممكنة مؤكدا أن الخروج على الحاكم خطأ كبير، مؤكدا أن الجهاد الأكبر يكمن في البناء والتشييد. ومن جهة أخرى ندد أبو العباس بالتفجيرات والتصعيد الأمني الخطير الذي عاشته الجزائر خلال الأيام الأخيرة، مؤكدا على حرمة الدم الجزائري، داعيا الإخوة المسلحين إلى العودة إلى جادة الصواب من خلال إتباع فتاوى العلماء من السلف الصالح الذين الذين يثق بهم الإخوة في الجبل، مؤكدا أن درودكال ما هو إلا أداة لتنفيذ مشروع الخوارج المتمثل في تركيع الدولة والشعب الجزائري.