تشهد الجامعات المصرية تصعيدا غير مسبوق للاحتجاجات الطلابية هذا الاسبوع يؤججه أنصار جماعة الاخوان المسلمين المناهضة للسلطة الحالية في مصر في الوقت الذي اتهمت أحزاب وشخصيات سياسية الحكومة ب"التردد" في اتخاذ اجراءات استعجالية لاسترجاع الامن ومواجهة الإرهاب.وشهدت جامعات القاهرة ومنها الازهر يوم الأربعاء وقفات احتجاجية داخل الحرم الجامعي وترديد هتافات تطالب باقالة وزير التعليم العالي ووزير الداخلية ومنع قوات الامن من دخول الجامعات فيما قام طلبة بقطع الطريق امام جامعة الازهر بمدينة نصر وجامعة القاهرة بالجيزة في تحد لقانون التظاهر.وتقع جامعة الازهر شرق القاهرة تحت سيطرة الاخوان المسلمين وشهدت منذ الدخول الجامعي في سبتمبر الماضي أعنف المواجهات مع قوات الامن وهو ما دفع مجلس ادارتها خلال اجتماع عقده أمس إلى مطالبة قوات الامن بالتواجد بالجامعة لتأمين كلياتها من التخريب وتأمين مواصلة الدراسة.وتخشى السلطات من أن استمرار أعمال العنف والتوتر بالجامعات التي يقف وراءها تنظيم الاخوان المسلمين من شأنه توسيع حالة التذمر والارتباك في أوساط الطلبة وتوسيع دائرة الاحتجاجات لتشمل المستقلين منهم لا سيما ان بعض المطالب المرفوعة تلقى تأييدا أكثر فأكثر في أوساط الطلبة.وكانت مواجهات عنيفة نشبت أمس بين قوات الامن وطلاب متظاهرين أمام عدد من الجامعات بالقاهرة والجيزة والفيوم أستفرت عن اصابة 36 دون تسجيل وفيات حسب بيان لوزارة الصحة المصرية. فيما قامت قوات الامن بالقبض على العديد من مثيري الشغب.وتواجه الحكومة المصرية انتقادات حادة من طرف احزاب وشخصيات سياسية بسبب ما وصفوه ب"التردد" في اتخاد اجراءات استعجالية لاسترجاع الامن ومواجهة الإرهاب واعمال العنف في البلاد فضلا تنشيط الاقتصاد الوطنى.ويرى علي السلمي نائب رئيس الوزراء الأسبق واحد الشخصيات السياسية المنتمية للتيار المدني في رسالة وجهها إلى الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور" إن المشهد المصرى فى غاية التأزم والخطورة بما يستدعى الحكومة إلى تغيير أسلوبها والتعامل بجدية تتناسب مع خطورة الموقف على كل المستويات وإلا فلا مناص من تغييرها حماية للجبهة الداخلية ومنعا من ازدياد الإحباط والغضب الشعبى ".واتهم السلمي الحكومة المصرية الحالية بالتباطؤ فى اتخاذ قرارات ناجزة فى القضايا الاقتصادية والأمنية والسياسية و توفير الغطاء السياسى اللازم لمساندة الجهود الأمنية للقضاء على الجماعات الإرهابية. وقال "نخشى إن استمرت الأوضاع على ما هي عليه أن تضيع على البلاد فرصة نادرة لن تتكرر لتحقيق الاستقرار واستكمال خارطة الطريق" .كما وجهت قوى سياسية اخرى انتقادات للحل الامني المعتمد من قبل وزراة الداخلية . ويرى محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الذي ينتمي اليه رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي ان تصرفات قوات الامن كانت السبب في تأجيج الاحتجاجات في الجامعات.وحسبه فان الطلاب المنتمين للإخوان بجامعات القاهرة ليس لهم أي تأثير واعتبر أن "التدخلات غير المدروسة للشرطة" أدت إلى تعاطف طلاب مستقلين مع طلاب الإخوان وإشعال الموقف بشكل أكبر في الجامعات المصرية.وترى أوساط في السلطة وقوى سياسية ان الاحتجاجات الطلابية التي تقودها تنظيمات تابعة للاخوان المسلمين وأنصارها في تحالف" دعم الشرعية" تدخل في اطار خطة تهدف لعرقلة تنفيذ خارطة الطريق و تعطيل اجراء الاستحقاقات الانتخابية المقررة بدء بالاستفتاء على الدستور المزعم اجراءه في منتصف جانفي القادم ثم الانتخابات الاخري البرلمانية والرئاسية. وحذر خبراء أمنيون من أن تنظيم الاخوان قد يلجأ إلى ما وصفوه ب"سيناريو العنف الشامل" لإفشال الاستفتاء على الدستور والاستعانة بالطلبة لاشعال الجامعات المصرية, ومحاولة تعطيل الدراسة بأي ثمن. وحسب تصريحات لخبير في الشؤون الاسلامية نشرته صحيفة (الاهرام) اليوم فان "الجماعة ستعمل على اثارة الفوضى في الشارع المصري مع اقتراب الاستفتاء على الدستور لأن نجاح الاستفتاء يعني تقويض أحلام الجماعة نهائيا في العودة للسياسة, و تعزيز شرعية الانتفاضة الشعبية ضدهم في 30 جوان" والتي أدت إلى عزل الرئيس السابق محمد مرسي و"التأسيس لشرعية دستورية جديدة".