الفقيد متحصل على شهادة تقدير في حفظ القرآن وأحكام التفسير بعد 21 يوما من الاعتداء الذي استهداف المدرسة العليا للدرك الوطني تسلمت، أمس، عائلة بن دادي من تلمسان جثة ابنهم المرحوم بن دادي أحمد بلال الذي وافته المنية في الاعتداء الانتحاري الذي ضرب المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر ببومرداس في جو طغت عليه دموع الأسى والفراق على فقدان الأخ والابن الذي فارق الحياة وهو في ربيع العمر وذلك بعد 21 يوما من الانتظار والترقب لنتائج تحليل فحص الحمض النووي الذي تضاربت حوله الآراء، قائلة إن أشلاء جثة المرحوم اختلطت ببقايا جثة الانتحاري الأمر الذي حال دون إظهار النتائج إلى غاية أول أمس. وللوقوف إلى جانب عائلة الفقيد وقت تسلمهم للجثة، انتقلت "النهار" صبيحة أمس إلى مقبرة العالية، حيث كانت العائلة في انتظار سيارة الإسعاف لنقل الجثة إلى تلمسان.. الدخول لم يكن بالأمر الهين خاصة وأننا تعرضنا للإهانة والطرد من قبل حارس البوابة ورئيس المصلحة، حيث التقينا هناك بخال وأخ المرحوم اللذان فتحا لنا قلبيهما للتعبير عن مصابهم وعن الظروف المأساوية التي عاشوها طيلة مدة بقائهم في العاصمة والتي وصلت إلى 21 يوما دون مأوى أو حتى تكفل إلى غاية الأسبوع الأخير بعد عمليات احتجاج وقطعهم للطريق أمام المقبرة. خال الفقيد وهو يتكلم عن أحمد بلال لم تفارقه البسمة رغم الحزن الكبير الذي كان يعتريه لفقدان أصغر أبناء أخته وهو في ريعان شبابه، قائلا "راني فرحان مات شهيد وجدو شهيد ويماه تموت شهيدة في سبيل الجزائر" ليضيف "عمره 22 سنة وينحدر من أسرة ثورية، ترك وراءه أختا وأخا انفطر قلبهما على رحيله، لقد تخرج من جامعة قسنطينة وتحصل على شهادة الليسانس تخصص قانون وشريعة إسلامية، وكان الأول في دفعته". ليصمت لبرهة وواصل "بالأمس كنت أتفقد الشهادات التي تحصل عليها منها شهادة التقدير الخاصة بحفظ القرآن والتفسير والأحكام مضيفا أن هذه الشهادة تخول له الانخراط في أي مجال يرغب به قائلا "لقد فقدت الجزائر جوهرة وإطارا مستقبليا مستعملا عبارة "حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل " متسائلا عن سبب تأخر ظهور نتائج ADN لمدة 21 يوما. أما شقيقه الذي عجز عن التعبير عن هول ما أصابهم فقد التزم الصمت واكتفى بالقول "نتأسف لأننا لم نجد أي ضابط أو مسؤول في استقبالنا على الرغم من علمهم المسبق باستلامنا الجثة" ليضيف "منذ وصولنا إلى العاصمة ونحن نتكبد عناء التنقل ما بين محكمة الحراش وبلدية السمار وصولا إلى المقبرة"، إلى أن تم تسلم الجثة لتنقل إلى تلمسان وتوارى التراب.