بعد أكثر من 15 يوما من الاعتداء الانتحاري بالمدرسة العليا للدرك الوطني بيسر كشف مصدر أمني في اتصال مع "النهار"، أمس، أن فرق الشرطة العلمية التابعة لأمن ولاية الجزائر لم تتوصل بعد إلى تحديد هوية آخر جثة من بين 44 ضحية لقيت حتفها في الاعتداء الانتحاري الذي هز مقر المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر بولاية بومرداس منذ أكثر من 15 يوما والتي تتواجد حاليا بمصلحة حفظ الجثث بالعالية، مؤكدا أن الجثث ال 43 تم التعرف عليها من خلال فحص ADN، حيث تم نقلهم إلى مسقط رأسهم في كل من تلمسان، باتنة، الشلف، المسيلة وبشار وفي سياق ذي صلة، أكد مصدر متطابق ل"النهار" أن تعفن الجثة وأشلائها المتناثرة حال دون التوصل إلى تحديد الهوية، مفيدا أن المصالح الأمنية المكلفة بتحليل الحمض النووي الخاص بالجثة لم تتوصل بعد إلى نتائج نهائية. على صعيد آخرو كشفت عائلتان في كل من تلمسانوباتنة في حديثهم أمس ل"النهار"، أن عائلة واحدة بتلمسان لم تتمكن إلى حد الساعة من الحصول على معلومات بخصوص جثة ابنها الذي راح ضحية الاعتداء الانتحاري بيسر، مرجحة أن تكون الجثة التي لم يتم التعرف عليها بعد هي جثة ابنهم. وموازاة مع هذا، أكدت عائلة بيوش من باتنة أنها كانت على اتصال مباشر مع هذه العائلة بمصلحة حفظ الجثث بالعالية منذ تاريخ الاعتداء، حيث انتقلت من باتنة إلى تلمسان للتعرف على جثة ابنها جمال الدين، مؤكدة أن معاناة هذه العائلة كبيرة خاصة وهي تتنقل من تلمسان إلى العاصمة دون أن تعثر على جثة ابنها، مؤكدا أن الصعوبات التي تلقتها عائلات الضحايا في التعرف على الجثث ونقلها لا يمكن وصفها نظرا للعراقيل التي واجهتهم، إلى جانب سوء المعاملة. وللاستفسار أكثر انتقلت "النهار" أمس إلى مصلحة حفظ الجثث بالعالية في حدود العاشرة صباحا، لكننا قوبلنا بالرفض من طرف أعوان الشرطة وحتى من قبل القائمين على المصلحة، الأمر الذي حال دون الوصول إلى معلومات. الأمر الوحيد الذي توصلنا إليه من خلال حديثنا إلى الحارس أن المصلحة مازالت تحوي جثة واحدة من ضحايا اعتداء يسر.