أعلنت قيادة الدرك الوطني أمس، عن اتخاذ حملة من الاجراءات للتكفل المادي والمعنوي بضحايا الاعتداء الانتحاري الذي استهدف المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر ببومرداس، حيث سيتم قبول جميع المترشحين للانتساب إلى جهاز الدرك الوطني دون المرور بامتحان الفحص التقني. وقال اللواء أحمد بوسطيلة قائد سلاح الدرك الوطني لهؤلاء الشباب من الجرحى "المستقبل أمامكم وأبواب الدرك الوطني مفتوحة لكم وستكونون في الميدان قريبا"، وأضاف "إننا هنا، وسنلتقي عما قريب في أقسام التكوين". وكان اللواء أحمد بوسطيلة قائد سلاح الدرك الوطني يتحدث أمس للجرحى من الشباب الذين أصيبوا في اعتداء الثلاثاء الأسود بيسر عندما تقدموا لامتحان البسيكوتقني، حيث قام قائد الدرك مساء أمس بمعاينة مخلفات الاعتداء الذي خلف أضرارا بليغة بعدة أقسام وقاعات، فيما ظلت الأسوار والجدران صامدة، وكان مرفوقا بالقائد الجهوي للقيادة الجهوية الأولى للدرك الوطني للبليدة، مدير المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر وإطارات من الدرك. وعلمنا أن اللواء بوسطيلة كان خارج الوطن أثناء الإعتداء الإرهابي، وقطع عطلته السنوية حيث كان قد ناب عنه العقيد بلعلى رئيس أركان قيادة الدرك الوطني الذي رافق وزير الداخلية عقب الاعتداء مباشرة. اللواء بوسطيلة وهو يعاني الأضرار، حرص على التكفل بالضحايا من السكان المجاورين لمحيط المدرسة الذين تضررت سكناتهم ومحلاتهم ومركباتهم، وشدد في ذات السياق على ضرورة الإسراع في أشغال ترميم مختلف البنايات التي تضررت جراء الانفجار ولفت مدير المدرسة الإنتباه إلى استئناف دورات التربص والعمل بانتظام. بعدها، تنقل قائد سلاح الدرك الوطني رفقة وفد هام إلى مستشفى برج منايل، حيث يرقد أغلب الجرحى، والتقى هناك عبد السميع، أحمد، عمر، مصطفى، عبد الغني وآخرين، وهم من جرحى الاعتداء الذين سبق أن التقتهم "الشروق" وجددوا تمسكهم بالانخراط في جهاز الدرك، وأدرج مسؤولو الدرك هذه الإرادة ضمن النجاح في الامتحان البسيكوتقني الذي يحدد مدى القدرات النفسية للفرد ومدى صموده، ليعلن اللواء بوسطيلة قبولهم رسميا أمام فرحة كبيرة لمسناها في عبارات الشكر، وهو ماعبر عنه أولياؤهم الذين كانوا يرافقونهم، ليؤكد قائد الدرك أن "أبواب الدرك مفتوحة لكم، ستكونون في الميدان قريبا" بعد أن تلقى شروحات حول وضعياتهم الصحية، وخاطب أحدهم أصيب بكسور على مستوى ساقه الأيسر وتتطلب حالته علاجا لمدة 3 أشهر "يمكنك مباشرة الدروس النظرية إلى غاية شفائك نهائيا". وغادر أمس أغلب الجرحى وعددهم 10، 4 منهم خضعوا لعمليات جراحية ، حيث خصصت قيادة الدرك الوطني بالتنسيق مع إدارة مستشفى برج منايل 5 سيارات إسعاف للتكفل بنقل الجرحى إلى غاية مقر سكناهم. وقال اللواء بوسطيلة، وهو يخاطب مديرة المستشفى السيدة أملال "رجاء احرصوا على التكفل بهم جيدا.. إنهم أبناء الجزائر"، وأضاف وهو يغادر " وأنا هنا، سنلتقي عما قريب في أقسام التكوين".إلى ذلك، علمت "الشروق" أنه تم تشكيل لجنة ولائية تضم ممثلين عن الهلال الأحمر الجزائري، مديرية النشاط الإجتماعي، البلديات وممثلي الأمن لإعداد تحقيقات إجتماعية عن العائلات المتضررة خاصة وعائلات القتلى من ضحايا الاعتداء الانتحاري بيسر للتكفل ماديا بهم ومنحهم إعانات ومساعدات وأيضا متابعتهم نفسيا.