أكد الوزير الأول عبد المالك سلال السبت بسكيكدة أن الجزائر"تتطلع اليوم بكل تفاؤل نحو المستقبل و الحداثة و العصرنة مع التمسك بأصالتنا و هويتنا الإسلامية العربية و الأمازيغية ". وأوضح السيد سلال خلال لقائه بالمجتمع المدني بولاية سكيكدة أن صناعة المستقبل يجب أن يشارك فيه كل الجزائريون "دون أي إقصاء" و بالاعتماد على المبادئ العامة التي تنظم العلاقات بينهم و تمكنهم من توحيد قدراتهم و وضعها في خدمة نهضة الوطن و ازدهاره. وأبرز الوزير الأول أن قطار الجزائر سائر "بثقة و ثبات" نحو التقدم و الازدهار "و لن يستطيع أحد إيقافه". و قال في هذا السياق "نحن عازمون أن لا نترك أحدا من أبناء وطننا على حافة الطريق بل سنعمل و نتعب جميعا لنستفيد من جهودنا و خيرات بلادنا و نصنع معا جزائر القرن ال21 بلدا أمنا و قويا يعيش فيه كل المواطنين في جو من التآخي و التضامن, مطمئنون على حقوقهم و ملتزمون بواجباتهم". وأوضح أن هذا هو الحكم الراشد الذي تسعى الجزائر لإرسائه و الذي يقوم على ثلاثة دعائم و هي الديمقراطية و العدالة و الخدمة العمومية ملخصا عمل الحكومة في السعي "من أجل أن يعيش الجزائريون اليوم أحسن مما عاشوا بالأمس و نريد أن تكون حياة ابنائنا افضل من حياتنا". وكان الوزير الأول قد أستهل زيارة العمل التي قادته الى ولاية سكيكدة للاضطلاع على المشاريع التنموية بالتوجه الى مدينة بالحروش حيث عاين مستثمرة فلاحية لإنتاج شتلات البطاطس تابعة لمتعامل خاص (مؤسسات أحمد قدماني). وبعين المكان أكد السيد سلال على ضرورة زيادة إنتاج بعض الخضر المطلوبة بكثرة من طرف المستهلكين مثل البصل و الثوم كما دعا إلى تحفيز عملية الانتقال من حق الانتفاع من الأراضي الفلاحية إلى حق الامتياز على اعتبار أن هذه العملية شملت لحد الساعة 6698 مستثمرة من أصل 19722 تنشط عبر إقليم الولاية. و دعا السيد سلال مسؤولي القطاع لتشجيع الشباب على الاستثمار في هذا النشاط و تمكينهم من المرافقة مع التفكير في وسائل تنويع الإنتاج. ولدى إعادته تشغيل المركب الضخم للغاز الطبيعي المميع بسكيكدة الذي تعرض إلى انفجار في 2004 دعا الوزير الأول كافة المسؤولين المعنيين إلى تنويع الإنتاج و مضاعفته في آفاق 2017. و قام السيد سلال كذلك بتشغيل المصفاة أر أ كا 1 بسكيكدة التي كانت محل أشغال إعادة تأهيل دون أن تتوقف عن الإنتاج. وفي مجال السكن أكد الوزير الأول وهو يخاطب على وجه الخصوص السلطات المحلية و مكاتب الدراسات ومسؤولي هيئة المراقبة التقنية للبناء على ضرورة إيجاد حل "عاجل و تشاركي و نهائي" لمشكل المباني القديمة التي بلغت درجة متقدمة من القدم بوسط عاصمة هذه الولاية. وأوضح السيد سلال قائلا : "نظموا أنفسكم و بادروا إلى عقد أيام دراسية تنخرط فيها جميع القطاعات المعنية وكذا ممثلي العائلات القاطنة بهذه المباني القديمة من أجل الخروج بحل نهائي أي إما بهدم المباني التي لا يمكن استرجاعها و إعادة إسكان قاطنيها أو بترميم هذه المباني القديمة المقدر عددها بحوالي 2000 مسكن و التي تعد جزءا من تراثنا". وخلال تفقده لموقع القطب الحضري الجديد ببوزعرورة ببلدية فلفلة شدد الوزير الأول على أهمية تهيئة مساحات خضراء و أخرى للترفيه بهذا الفضاء المرشح لاحتضان 11 ألف مسكن و عديد التجهيزات العمومية. وبعين المكان دعا المسؤولين المكلفين بالعمران إلى عدم التفكير مجددا في بناء عمارات تتداخل فيها السكنات و إنما التفكير في تنويع التصاميم المعمارية من خلال إنجاز على سبيل المثال مبان شبه جماعية تعطي منظرا جذابا. وأعطى السيد سلال تعليمات لمسؤولي القطاع بإنجاز عديد المداخل المؤدية إلى هذا القطب الحضري الذي سيحتضن في نهاية المطاف 66 ألف نسمة و الذي من المزمع أن يتضمن أيضا على وجه الخصوص مستشفى لعلاج الحروق ب120 سرير.