علمت "النهار" من مصادر مؤكدة أن التحقيقات التي أجرتها مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر العاصمة مع الموقوفين ال15 المتهمين بدعم وإسناد الخلية الانتحارية التي نفذت الاعتداءات الدامية بولاية البويرة مؤخرا، كشفت عن مخطط إجرامي لضرب مبنى رئاسة الجمهورية. وذكرت مراجع "النهار" أنه من بين أفراد المجموعة الموقوفة يوجد شخص يدعى "عبد الله"، 60 عاما، تبين من خلال تحريات أجهزة الأمن أنه كان بصدد التحضير والمساعدة في تنفيذ اعتداء إجرامي يستهدف مبنى رئاسة الجمهورية. وكان المتهمون ال15 قد عرضوا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش بمجلس قضاء الجزائر العاصمة قبل أسبوع للنظر في التهم التي تخص توفير الدعم اللوجستي لمجموعة دربال المدعو "أبو حذيفة" و"عبد الجبار"، وهو من عين النعجة، والذي يعتبر المنفذ الأساسي لمشروع الاعتداءات الانتحارية ضد مركز القطاع العسكري وفندق "السوفي" بالبويرة. وبعد الاستماع إليهم، قرر وكيل الجمهورية وضع المتهمين ال15 رهن الحبس المؤقت بعدما تبين أن عناصر المجموعة تتوفر على معلومات خطيرة تخص مشاريع اعتداءات إرهابية خطيرة وعلى رأسها مبنى رئاسة الجمهورية والتي وردت في المعلومات التي حصلت عليها أجهزة الأمن الوطني من إفادة المدعو "عبد الله". كما تبين من خلال المعلومات الأولية أن "عبد الله" كان أوفد أحد أبنائه إلى الجبل للالتحاق بتنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، بينما تولى هو مهمة توفير الدعم والسند لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف مبنى رئاسة الجمهورية بواسطة سيارة من نوع "كونغو" بيضاء. وحسب المعلومات المتوفرة لدى مصالح الأمن الوطني فإن "عبد الله" يقيم بالمرادية، وبالتحديد في نفس الشارع الذي يقيم فيه رئيس الحكومة السابق، عبد العزيز بلخادم، في الجهة الخلفية لمبنى رئاسة الجمهورية. وإن لم ترد تفاصيل عن هذا الاعتداء الذي كان تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" يحضر له، فإن التهديدات ومحاولة ضرب الرئاسة والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تعتبر من المخططات الأساسية للتنظيم الإرهابي منذ سنوات. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد تعرض لمحاولة اغتيال في السادس سبتمبر 2007 خلال زيارة ميدانية إلى ولاية باتنة، حيث قام الانتحاري "أبو المقداد الوهراني" بتفجير نفسه وسط حشد من المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول رئيس الجمهورية إلى مدخل ولاية باتنة. وتردد منتديات قريبة من تنظيم "القاعدة"، منذ أشهر، العديد من التهديدات ضد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وضد ضباط سامين في جهاز الأمن الذين يعتبرهم التنظيم الإرهابي الحلقة الأكثر قوة وتأثيرا في سياسة السلم والمصالحة التي أضعفت "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" باعتراف قيادات التنظيم المسلح ذاته.