* * كشف مصدر مطلع النقاب عن فضيحة مدوّية، أبطالها المسؤولون في المركز الثقافي الجزائري بالعاصمة الفرنسية باريس، تمثلت في قيام المركز بنشر مجموعة من الكتب والمؤلفات ذات التوجه الاستعماري، من خلال مضامينها الممجدة للاستعمار الفرنسي للجزائر، إلى جانب كتب أخرى تُروّج لآلة الدعاية المغربية الواقعة تحت إشراف مخابرات نظام المخزن، وهي الكتب التي تتهجم في معظمها بوضوح وبشكل مكشوف على الدولة الجزائرية وعلى مؤسساتها. * وأوضح المصدر الذي زود "النهار" بعدد من عناوين الكتب المروّجة لما يسمى "محاسن الاستعمار الفرنسي للجزائر" والمادحة للنظام الملكي المغربي على حساب الجزائر، أن ما لا يقل عن عشرات الكتب والمؤلفات مدسوسة على رفوف مكتبة المركز الثقافي الجزائري بباريس، الذي يفترض أنه يمثل الدولة الجزائرية، ويقع تحت إشراف وزارتي الثقافة والخارجية. * وفي هذا الإطار، قال المصدر إن كتابا حول القضية الصحراوية لمؤلفه إدوارد موها، تحت عنوان "الصحراء الغربية.. أو الحرب القذرة لبومدين"، وهو المؤلف الذي يتهجم على شخص الرئيس الراحل هواري بومدين وعلى الجزائر، ويتهمها باصطناع قضية الصحراء الغربية، يتواجد على رفوف مكتبة المركز الثقافي الجزائري، التابع للدولة الجزائرية، على ما يبدو. * وقد تأكدت "النهار" من وجود ذلك الكتاب، بالفعل، ضمن قائمة الكتب المعروضة على مستوى مكتبة المركز، من خلال خدمة تصفح الكتب عبر الأنترنت التي يتيحها الموقع الالكتروني للمركز. * "الصدمة" التي خلّفها عرض هذا الكتاب على رفوف مؤسسة تابعة لمصالح الدولة الجزائرية بالخارج، لم تكن كبيرة، لسبب واحد ووحيد، يتمثل في أن العشرات من الكتب المشابهة من حيث المضمون التهجمي على الدولة الجزائرية وشعبها والذاكرة الجماعية للجزائريين، معروضة هي الأخرى ضمن "باقة" كتب المركز. * وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن كتابا حول الحركى، بعنوان "الحركى.. جريمة دولة" لصاحبه بوسعد عزني، وهو المُؤلَف الذي يتهم الدولة الجزائرية باضطهاد الحركى وحرمانهم من "حقوقهم"، معروض أيضا على رفوف مكتبة المركز، إلى جانب كتاب آخر، سيكون لا محالة بمثابة فضيحة من العيار الثقيل، وهو كتاب "قرن الأبطال"، لصاحبه الجنرال في الجيش الفرنسي الاستعماري مارسيل بيجار، المعروف بارتكابه جرائم حرب في الجزائر إبان ثورة التحرير، في وقت تمتنع حتى بعض المكتبات الفرنسية عن عرض وبيع مؤلفات جنرالات فرنسا مجرمي الحرب. * كتاب آخر لا يقل خطورة من حيث محتواه التحريضي ضد الدولة الجزائرية، اكتشفنا من خلال "رحلة التفتيش" في قائمة الكتب المعروضة من طرف المركز الثقافي الجزائريبفرنسا، أنه معروض هو الآخر، إنه كتاب "الحسن الثاني.. ذاكرة ملك" لصاحبه إيريك لوران، وهو الكتاب الذي يعتبر مؤلفه، نقلا عن حوارات أجراها هذا الأخير مع الملك المغربي الراحل، أن الجزائر بمثابة مُختَبر، ويتهجم فيه بشكل صريح وواضح على مؤسسات الدولة الجزائرية، بداية من الرئيس الراحل هواري بومدين، مرورا بالجيش الوطني الشعبي، وصولا إلى السياسة الخارجية المعتمدة من طرف الجزائر فيما يتعلق بأمهات المسائل، مثل قضايا التحرر. * نفس المضمون والمحتوى من حيث التهجم على الجزائر وترويج المزاعم والافتراءات المنتجة من طرف آلة الدعاية المغربية تحت إشراف المخابرات المغربية، اكتشفناه من خلال كتاب "حياة مولاي إسماعيل، ملك فاس والمغرب"، وهو الكتاب الذي لا يقل في خطورة مضامينه عن المؤلفات السالفة الذكر، من حيث ممارسة الدعاية لنظام المخزن المغربي. * فئة أخرى من الكتب ذات المحتوى التغريبي والتنصلي من مواقف الجزائر المعروفة تجاه القضية الفلسطينية كانت هي الأخرى معروضة على رفوف مكتبة المركز الثقافي، حيث يعرض هذا الأخير كتابا لرئيس لوزراء الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز، بعنوان "معركة من أجل السلام"، الذي يحاول فيه صاحبه تبرير المجازر الإسرائيلية المرتكبة من قبل آلة التقتيل الإسرائيلية في حق العرب والفلسطينيين بشكل خاص، بداعي البحث عن السلام في المنطقة العربية. * وفي سياق متصل، لفت انتباهنا، خلال عملية تصفح المؤلفات التي يعرضها المركز الثقافي الجزائريبفرنسا، أن الكتب الصادرة باللغة العربية نادرة أو غير موجودة، بالإضافة إلى عدم وجود الصحف الصادرة بالعربية، على عكس الكثير من الجرائد بالفرنسية.