مايزال ترامواي وهران متوقف لليوم الثالث على التوالي بسبب الإضراب الذي يشنه مجموع عمال شركة “سيترام” التي تستغل وسيلة النقل هذه، والذين اختاروا اليوم العالمي للعمال للدخول في إضراب عام عن العمل .تعتبر هذه الحركة الاحتجاجية الثانية التي يشنها عمال ترامواي وهران، الذي دخل في الفاتح ماي الماضي سنته الأولى من الاستغلال، وأُسند إلى المؤسسة الفرنسية الوكالة المستقلة للنقل الباريسي “أر.أ.تي.بي”، في إطار شركة مختلطة جزائرية فرنسية تحمل تسمية “سيترام”.وقد قرر عمال الخطوط وحراسة السكة التوقف عن العمل، وتحرك معهم قادة القاطرات والمراقبون الذين انضموا معهم إلى الإضراب، وهذا بعد أن رفضت إدارة الشركة تجديد عقود مجموعة من العمال الذين كانت تربطهم معها عقود عمل محدودة المدة، في ظل انتشار أخبار تفيد بتسريح كل العمال الذين يحرسون السكة عند مفترقات الطرق وكذا عمال حراسة القاطرات، لتعويضهم بمستخدمي شركة خاصة للحراسة والأمن. وكان عمال هذه الشركة قد شنوا إضرابا في وقت سابق رفعوا فيه مجموعة من المطالب أهمها ترسيمهم في مناصبهم، وتحسين ظروف عمل أعوان مفترقات الطرق ومراقبي القاطرات وغيرها، ووعدت إدارة الشركة حينها بفتح مفاوضات مع نقابتهم لدراسة مخطط تشغيل واتفاقية جماعية، كما التزمت الإدارة بالحفاظ على كل مناصب الشغل، وتيقن العمال حسب ممثليهم النقابيين الأسبوع الماضي أن الإدارة لن تحترم تعهداتها بعد أن “بدأت بتسريح 7 عمال رفضت تجديد عقودهم”. من جهتهم، رفع قادة القاطرات مطلب تحسين ظروفهم المهنية، “نشتغل 4 إلى 5 ساعات متتالية من خلال الإشراف على 4 رحلات من سيدي معروف إلى السانية، وتعلم الإدارة أنه من الصعب المحافظة على التركيز نظرا لخصوصية مسار ترامواي وهران الذي تتخلله مفترقات طرق كثيرة نضطر للحذر لاجتيازها بسبب غياب مخطط نقل جديد في المدينة”. وأضافوا “لقد علمنا أن الإدارة تنوي زيادة مدة عملنا، وهي تعلم أن ذلك يزيد متاعبنا وقد يكون سببا في حوادث مرورية”. كما رفعت النقابة مطلبا آخر يتمثل في تحسين ظروف عمل باعة التذاكر الذين يؤدون مهامهم في أكشاك ضيقة قرب محطات الترامواي، وهي الأكشاك التي كانت إدارة الشركة قد صرحت أنها مؤقتة في انتظار وضع موزعات أوتوماتيكية لبيع التذاكر، “لكن المؤقت دام أكثر من سنة ويظهر أنه سيستمر لأن الإدارة لم تقتن الموزعات التي وعدت بها”، كما يقول المضربون.