اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني ، محمد العربي ولد خليفة ،اليوم ، بالجزائر أن التطورات الراهنة التي يشهدها العالم من شأنها أن تساعد على تجديد طموحات حركة عدم الانحياز وإعادة الفعالية لمطالبها كمنظمة. وأكد ولد خليفة ،خلال محاضرة نشطها في إطار التحضير للدورة ال17 للمؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز -التي ستحتضنها الجزائر من ال 26 إلى 29 ماي الجاري- أن الخارطة السياسية للعالم تغيرت عما كانت عليه مع ميلاد حركة عدم الانحياز "مما يدفعنا إلى التفكير المشترك في مستقبل السلم والأمن في العالم وإلى التحرك وفقا لمبادئ الحق والعدل والحرية المتجذرة في القانون الدولي وقيم العدالة وحقوق الانسان للتخفيف من حدة العولة ". ويرى أن "التطورات الراهنة من شأنها أن تساعد على تجديد طموحات حركة عدم الانحياز واعادة الفعالية لمطالبها كمنظمة سواء عن طريق وضع شبكات جديدة للتبادل أو من خلال تكنولوجيا الاعلام والاتصال الحديثة ". وشدد ولد خليفة، على ضرورة "تفادي الأزمات والحروب التي تحد من فرص التقدم والازدهار والحد من أضرارها على مسار التنمية ومؤسساتنا السياسية وذلك من خلال الحوار الذي يعزز دولة القانون وقيم الديمقراطية وحقوق الانسان". وفي هذا السياق ألح ولد خليفة ،على ضرورة أن يكون الأمن في العالم "مسألة محورية تهم جميع الهيئات التي تسهر على الحفاظ على السلم حيث ينبغي اعادة النظر في التمثيل على مستوى مجلس الامن وفي قضية سير الأشغال فيه بالنظر إلى اتساع رقعة النزاعات وخطورة الأزمات واستمرار التهديدت". واعتبر أن مبدأ التضامن الذي تقوم عليه الحركة "يلزمنا بأن لا نبقى مكتوفي الأيدي أمام النزاعات والأزمات الداخلية المصحوبة بالعنف المدمر وهو يدعو بلادنا وكل أعضاء الحركة للمساعدة على إحلال الامن والاستقرار وخاصة في قارتنا الافريقية وتقريب وجهات النظر عن طريق الحوار وتحقيق المصالحة والتعايش والحرص على وحدة البلدان التي تتعرض لهذه الازمات شعبا وترابا". ومن جهة أخرى ذكر ولد خليفة، بأن الحركة تقوم على مبدأ العدالة الذي يستلهم من قيم المساواة والانصاف في تبادل المعرفة ونقل الخبرة التكنولوجية وتوازن المصالح التي سيستفيد منها الاقتصاد العالمي وسيسمح بارساء جو من الثقة بين جميع الفضاءات الجيو اقتصادية واشراكها في تنشيط التبادلات الدولية داعيا إلى العمل على أن تفضي الاتفاقيات والمفاوضات بين أعضاء الحركة إلى "بروز نموذج تبادل وتعاون يدفع الشباب والكفاءات إلى المقدمة في مجالات الابتكار والانتاج التنافسي ". وقد ثمن ولد خليفة خلال محاضرته الدور الذي لعبته الجزائر في دعم حركة عدم الانحياز منذ تأسيسها وسعيها لان تكون "حركة تعمل من أجل السلم والتضامن بين دولها وشعوبها". يذكر أن حركة عدم الانحياز التي أنشئت عام 1961 تعد أكبر تجمع خارج الأممالمتحدة تتكون من حوالي 120 دولة.