شهدت قاعة السينما الجزائرية العرض الأول لفيلم "موريتوري" للمخرج عكاشة تويتا بحضور مكثف لرجال السينما والإعلاميين. الفيلم المقتبس من روايات الكاتب ياسمينة خضرة وبتمويل رسمي من وزارة الثقافة والتلفزيون الجزائري الذي قدّم مبلغ 5 مليون دينار لإنجاز الفيلم الذي يعيد طرح المشكل الأمني في الجزائر إبان التسعينيات من القرن الماضي. ورغم أن المخرج أكد أنه كان وفيا إلى أبعد الحدود في نقل الرواية سينمائيا بعيدا عن أية رسائل أو تأويلات سياسية ولكن العمل لم يمر دون إثارة الكثير من التساؤلات بشأن المقاربة السياسية التي قدمها لأزمة التسعينيات، فلأول مرة نشاهد عملا عن الإرهاب لا يطرح الصور النمطية والأطروحات التقليدية عن الإسلاميين والإرهاب، فقد فضل المخرج أن يذهب بعيدا في فضح التواطؤ الرسمي لمافيا المال والسياسية مع الإرهاب الذي حصد أرواح الأبرياء طيلة عشرية كاملة. العمل يقول إن الإرهاب لم يخرج فقط من الأحياء الفقيرة والمساجد لكنه أيضا صُنع في مخابر السياسية والكباريهات وفيلات حيدرة. تقنيا، العمل لم يكن في المستوى المطلوب لمثل هذه الأعمال، حيث ظهر حضور الممثلين ربما باستثناء الشخصية الرئيسية للفيلم باهتا ولم ينجح في نقل الأجواء البوليسية للعمل وأثبت أن الجزائريين ما يزالون بعيدين عن صناعة الدراما البوليسية. الفيلم يحكي قصة شرطي في زمن الإرهاب يجد نفسه ضحية مافيا المال والسياسية وهو الذي أراد أن يكون نزيها، يطرد من الخدمة بسبب كتاباته الأدبية ويغتال من طرف مجهولين. العمل كان جريئا كثيرا بما في ذلك استعمال صور حقيقية عن تفجيرات الإرهاب أو صور المذبوحين والمغتالين. العمل الذي لعب بطولته مجموعة من الممثلين الجزائريين أمثال سيدي علي كويرات و قاسي تيزي وزو وسيدي احمد أڤومي، كشف المخرج تويتا على هامش العرض أنه كان ثمرة تعاون جزائري فرنسي يعود لعام 2004، موّلته كل من وزارة الثقافة الفرنسية ومركز دعم الإنتاج السينمائي في فرنسا، قبل أن تقرر وزارة الثقافة الجزائرية أن تمنح دعما إضافيا وتلبسه عباءة عاصمة الثقافة، وقدرت تكلفة إنتاجه ب 7 ملايين دينار. الفيلم الذي يخرج رسميا إلى قاعات العرض الجزائرية بداية من 28 فيفري القادم ويعرض في فرنسا في أفريل القادم ينتظر أن يثير الكثير من الأسئلة بشأن المقاربة السياسية للفيلم، خاصة وأنه قدم في إطار رسمي وحظي بتمويل ودعم من مؤسسات الدول زهيه منصر: [email protected]