كشفت مصادر طبية فلسطينية عن دفن عدد من الشهداء الذين قضوا في مجزرة رفح جنوب قطاع غزة قبل ثلاثة أسابيع دون التعرف على هوياتهم، وذلك لتحلل جثامينهم.وكانت طائرات ومدفعية الاحتلال ارتكبت مجزرة مروعة في رفح في الأول من آب (أغسطس) الجاري حينما خرقت التهدئة الأولى حيث استشهد جراء ذلك قرابة 200 فلسطينيًا دفعة واحدة وأصيب المئات بجراح مختلفة.وعقب وقوع المجزرة قامت قوات الاحتلال بتوجيه تهديد للمشفى الوحيد في رفح "أبو يوسف النجار" الحكومي والذي يقع شرق المدينة من اجل إخلائه حيث سقطت في محيطه العديد من القذائف المدفعية وقد تم إخلائه من قبل وزارة الصحة وذلك حفاظًا على أرواح المصابين والعاملين في المشفى وتم نقله إلى مشفيي الكويتي التخصصي، والهلال الأحمر الإماراتي غرب المدينة والذين تحولا إلى المشفى المركزي بعد إخلاء مشفى النجار.وأكدت مسئولة العلاقات العامة في مشفى الهلال الأحمر الإماراتي آيات الحاج انه بعد إخلاء مشفى أبو يوسف النجار في الثاني من الشهر الجاري وصل من المشفى إلى مشفى الهلال الأحمر الإماراتي تسعة جثامين لشهداء كانوا في المشفى حيث تم التعرف على هوية اثنين منهم وقام ذويهم باستلام جثمانيهما ودفنهما، في حين لم يتم التعرف على جثامين سبعة شهداء آخرين.وقالت: "إن الجثامين السبعة المتبقية ظلت في ثلاجات الخضروات والمرطبات التي احضرها المواطنون نظرًا لعدم وجود ثلاجات موتى في المشفى لفترة طويلة دون أن يتم التعرف على هويات هؤلاء الشهداء".وأضافت: "انه بعد توجيه العديد من المناشدات للمواطنين الذين يفقدون أي من أبنائهم للمجيء للمشفى للتعرف على أي من الجثامين بقيت هذه الجثامين لأكثر من أسبوع مجهولة الهوية وبدأت تتحلل، حيث قامت ادارة المشفى وبالتنسيق مع النيابة العام في رفح بدفن هذه الجثامين حسب الشعائر الدينية في مقبرة رفح ووضع إشارات واضحة على قبورهم أنهم مجهولي الهوية".وأشارت الحاج إلى أن مشفى الهلال الأحمر الإماراتي وعلى الرغم من انه مختص في الولادة قام بدور كبير خلال فترة العدوان على رفح وهي الأشد وتحول إلى مشفى طوارئ رغم قلة إمكانياته حيث استقبل 50 شهيدًا و150 جريحًا خلال هذه الفترة، كما تمت في المشفى ولادة 788 طفلا بينهم 18 حالة توائم.ويتعرض قطاع غزة ومنذ السابع من تموز (يوليو) الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2017 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير مئات المنازل، وارتكاب مجازر مروعة.