خلف استمرار تساقط الثلوج والأمطار الكثيفة بمختلف ولايات الوطن، انهيارا في البنايات وتصدعات بالطريق السيار شرق غرب، فضلا عن انقطاع عدد كبير من الطرق الولائية والوطنية أدى إلى وقف حركة المرور أمام السيارات. تصدع جزء من الطريق السيار بولاية بلعباس بسبب الأمطار وتسبب التساقط الكثيف للثلوج والأمطار، مؤخرا، في تصدعات أدت إلى انهيار أرضية الطرقات، ما استوجب غلقه بشكل طارئ في وجه حركة المرور وفتح منفذين أحاديين اتجاه مغنية، فيما تتواجد شركة صينية لإصلاح التصدعات البالغ عددها 12 تصدعا وانهيارا على مستوى محور تراب ولاية تلمسان، الأمر الذي كاد أن يحول مسافة 100 كلم تبدأ من سيدي بلعباس وتنتهي عند إقليم تراب المركز الحدودي العقيد لطفي إلى شبه منافذ أحادية، في انتظار أن تتمكن الشركة الصينية من إصلاح هذه التصدعات المسجلة. وفي ولاية قسنطينة، انهار جدار جزئي للجدار المحاذي لثانوية «رضا حوحو» وسط المدينة، الناتج عن التساقط الكثيف للأمطار والثلوج التي تعرفها الولاية خلال الأيام القليلة الماضية، على غرار الولايات الشمالية للوطن، حيث تم غلق الطريق أمام المركبات وتخصيصها للراجلين، إلى حين إعادة ترميم الجدار العتيق وتهيئة الطريق من جديد أمام مستعمليها. وفي ولاية ميلة، سقط ما لا يقل عن 5 أعمدة كهربائية نهار أمس، بعدة بلديات كما هو الحال ببلدية بن يحيى عبد الرحمان ومناطق مجاورة تابعة لبلدية تاجنانت، وكذا بلدية تسدان حدادة التي شهدت انهيارا أرضيا وانجرافا واسعا للتربية جلب معه ثلاثة أعمدة كهربائية انهارت عن آخرها، مما سبب سلسلة من الإنقطاعات المتكررة التي شهدتها العديد من الأحياء والتجمعات السكنية لأسباب تقنية ومناخية. وفي الغرب الجزائري، لجأ قاطنو حي الشعبة ببشار زوال أمس، إلى قطع الطريق بالحجارة ومنعوا دخول السيارات عبر حيهم الذي يعتبر منفذا وحيدا باتجاه أحياء وسط عاصمة الولاية وأحياء منطقة الدبدابة، احتجاجا على انسداد القنوات الرئيسية لمياه الصرف التي باتت ترسم الصورة اليومية للكارثة البيئية التي عمرت طويلا بهذا الحي الذي سبق له أن شهد عديد الاحتجاجات العارمة على تدفق مياه الصرف إلى داخل مساكنهم وبكميات كبيرة. كما تسببت كميات الثلوج المتساقطة بداية الأسبوع الجاري في حرمان تلاميذ قرية بهاليل الكائنة بأعالي بلدية اغبالو شرق البويرة وبعض قرى بلدية بوكرام بأعالي الأخضرية، حيث عزلت ذات القرى عن العالم، ونفس الأجواء تعيشها قرى بوكرام المرتفعة، والتي تحولت إلى قرى معزولة ولو مؤقتا، وهو ما جعل مصالح الدرك تتدخل لإيصال قارورات الغاز إلى أهل القرى النائية في كل من الأخضرية وديرة لتجنب تلاعبات المضاربين الراغبين في البحث عن الربح السهل على حساب جيوب المواطنين. وفي ولاية سطيف، وصل سمك الثلج بمنطقة تكركار ببلدية بوعنداس بالجهة الشمالية أكثر من متر، فيما وصل بالجهة الشرقية إلى أكثر من 30 سنتيم، حيث شلت نهار أمس، حركة المرور وصعوبتها في جميع محاور الطرق الولائية والبلدية والأكثر تضررا المسالك الريفية، كما تأخر العديد من العمال عن المؤسسات والمرافق العمومية عن عملهم بسبب غياب النقل، فيما لا تزال أكثر من 800 مؤسسة تربوية مغلقة لليوم الثاني بسبب عدم إقبال التلاميذ لغياب النقل وصعوبة المسالك، خاصة بالجهة الشمالية والجهة الوسطى والجهة الشرقية، وقد اضطر بعض القائمين على المؤسسات التربوية إلى تسريح التلاميذ بسبب إقبال عدد لا يتراوح 20 % من مجموع المتمدرسين بعد ما منع العديد من الأولياء بالأحياء الحضرية أبناءهم من الخروج من منازلهم تخوفا من الانزلاقات وما يتردد عنه من عواقب وخيمة، فيما وجد أبناء القرى صعوبة في الخروج من منازلهم بسبب تراكم الثلج، كما تجند رجال الدرك الوطني والحماية المدنية خلال فترات الليل من أجل مساعدة المواطنين على مستوى الطرق المغلقة، وسجل أيضا انقطاع الكهرباء بالجهة الشرقية ليوم كامل.