تكهربت الأجواء، صباح أمس الأربعاء، بدائرة عين تالوت خلال تواجد والي تلمسان والوفد المرافق له هناك بعد محاولة منع سكان القرى النائية من رفع لافتات تطالب بحق قراهم في التنمية. خرج يوم أمس سكان أفقر ثلاث قرى في شرق ولاية تلمسان لاعتراض ومحاصرة موكب الوالي الذي كان في زيارة رسمية للدائرة بمناسبة ذكرى 18 فيفري، ليتفاجأ المسؤولون بتواجد العشرات من سكان قرى «تاغزوت» و«تاجموت» و«السعادنية» وهم يطوقون المنطقة التي كان يتواجد فيها الموكب الرسمي لوالي تلمسان، مطالبين بزيارة قراهم التي طالها التهميش والفقر وعدم الاستجابة لمطالبهم من قبل السلطات المحلية وعدم استقبالهم من قبل المسؤولين خصوصا رئيس الدائرة، ورغم محاولات عناصر الأمن زحزحة الغاضبين عن أماكنهم إلا أن السكان الذين قدموا من تلك القرى عملوا على إيصال انشغالاتهم بكل الطرق المتاحة رغم تكهرب الأجواء التي كادت أن تنزلق في بداية الأمر، حيث أشار البعض إلى أن مسؤولين عمدوا إلى إعطاء أوامر بمنع السكان بكل الطرق من تبليغ انشغالاتهم بحجة أن المناسبة لست لطرح المشاكل. السكان حاولوا في البداية رفع لافتات تطالب الوالي بحل مشاكل السكن الريفي والشغل وتوفير الهياكل والنقل وكذا تسوية العقود وغيرها من المشاكل التي تتخبط فيها هذه القرى النائية، إلا أن رجال الشرطة منعوهم من ذلك قبل أن يتمكنوا من رفعها عاليا، ودعا السكان الوالي الذي كان في زيارة خاصة بمناسبة يوم الشهيد إلى تفقد هذه المناطق المهمّشة، ومعلوم أن تاغزوت والسعادنية وتاجموت من المناطق التي تغييب فيها ملامح الحياة نظرا للحالة الاجتماعية المزرية لسكانها من جهة وغياب أدنى المرافق والهياكل التي يمكن أن تزيح جانبا من ظلمة الوضعية التنموية المتدهورة منذ سنوات وكذا لعدم إطلاع المسؤولين الولائيين بشكل واضح على احتياجات هذه المناطق التي تعتبر من أفقر قرى ولاية تلمسان.