تمكنت، في الساعات الأخيرة، مصالح الشرطة القضائية لأمن دائرة أولاد الميمون شرق ولاية تلمسان، من تشميع مذبح سري لنحر الأبقار «الميتة» بعد معالجة معلومات تفيد بقيام مجهولين بتسويق كميات هامة من لحم «الجيفة» مؤخرا، على مستوى هذه المنطقة خاصة خلال الفترة التي عرفت فيها الجزائر انتشارا واسعا لوباء الحمى القلاعية الذي أدى إلى خسائر مادية جسيمة لبعض الموالين، سيما الذين لم يصرحوا بإصابة ماشيتهم بهذا الوباء الذي تسبب في هلاك مئات رؤوس البقر نظرا لسرعة انتشاره وشراسته .ولتعويض هذه الخسائر من دون المرور بالمصالح الفلاحية المتخصصة قام بعض الموالين بدفن أبقارهم «النافقة» سرا، بينما لجأ آخرون إلى ذبحها في القصابات تفاديا لانكشاف فضيحة التستر على الإصابة بهذا الوباء، وهو ما استغلته مصالح الشرطة لأمن دائرة أولاد ميمون كمادة أولية للإنطلاق في تحريات واسعة من أجل كشف هذا النشاط السري الخطير الذي كان يهدف أصحابه إلى جمع المال مقابل إلحاق ضرر كبير بصحة المواطنين من خلال بيعهم لحما «جيفة» عقب إحالة رؤوس البقر الهالكة على النحر بدلا من الحرق أو الدفن، لما في ذلك من منفعة كبيرة على صحة الحيوانات السليمة والإنسان على حد سواء. مصالح الأمن وبعد أشهر من البحث والترصد، تمكنت من التعرف على المكان الذي يقع فيه المذبح السري ودبرت خطة لاستدراج أصحابه نحوه من أجل القبض عليهم في حالة تلبس بذبح «الجيفة»، فكانت النتيجة صادمة بعدما تمت مداهمة المكان وتوقيف أربعة أشخاص يتداولون على نقل ومحاولة نحر بقرة نافقة تجهل أسباب نفوقها في انتظار النتائج التي سيقدمها البياطرة المكلفون بتشخيص الأوبئة لمحققي الشرطة. وقد استمع عناصر الشرطة للمتهمين الذين وجهت لهم أسئلة بخصوص طبيعة هذا النشاط والهدف منه بين مشارك فيه ومتستر عنه، وما إذا كانوا قد أجروا عمليات ذبح سابقة. هذا إلى حين تقديمهم أمام محكمة أولاد ميمون للبث في قضيتهم، وفي هذا الشأن علم من مصادر «النهار» أن الأبقار التي ظهرت عليها في الآونة الأخيرة أعراض وباء مجهول كان في نهاية المطاف داء الجذري وليس الحمى القلاعية، ولكن هذا بالنسبة للحالات المصرح بها، أما بالنسبة للحالات غير المصرح بها بقيت أسباب نفوقها مرتبطة بنسبة كبيرة بوباء الحمى القلاعية، كما نفقت في نفس الفترة الزمنية أعداد هائلة من الأغنام والدجاج لأسباب بعضها مرتبط بداء الجذري وبعضها الآخر مرتبط بداء البوصفاير، فيما اشتبه في نفوق بعض منها باللسان الأزرق آنذاك، وكانت هذه العوامل الطارئة مشجعة على احتراف نشاط النحر السري للبقر الميت بدلا من حرقه، وتعرف التحقيقات في هذه القضية النوعية عدة مراحل من أجل الإحاطة بكل صغيرة وكبيرة لها علاقة بهذا النشاط وكذا الخارطة الجغرافية التي انتشر فيها بدءا بالمذبح السري إلى محلات بيع اللحوم الحمراء التي تتعامل معها بشكل مباشر أوغير مباشر من أجل اتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة وكذا لتحديد درجة المسؤوليات والجهات المقصرة.