تواصل حالات الإصابة بالحمى القلاعية وسط رؤوس الأبقار زحفها عبر الولايات، في وقت عجزت الجهات المعنية عن محاصرة العدوى، وهو ما بات يشكل تهديدا على الثروة الحيوانية، خصوصا بعدما أبدى المربون ومنتجو حليب الأبقار عبر مختلف مناطق الوطن تخوفهم من احتمال تعرضهم للإفلاس، خاصة بعدما تراجعت أسعار لحوم الأبقار المصابة إلى النصف بعدما أبدى المستهلكون تخوفا من اقتنائها. الوباء ينتقل إلى الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج ارتفاع الإصابات إلى 130 رأس من البقر وذبح 55 سجلت بلديات الجهة الجنوبية لبرج بوعريريج، خلال 24 ساعة الأخيرة، أولى الإصابات بالحمى القلاعية، ما وضع مديرية الفلاحة بالولاية في حالة استنفار قصوى جراء الانتقال السريع للعدوى بين مختلف بلديات الولاية، تسجيل 10 بؤر جديدة، فيها ما يقارب مئة رأس، رغم الإجراءات الوقاية. ارتفع عدد بؤر انتشار مرض الحمى القلاعية ببرج بوعريريج إلى 33 بؤرة موزعة على 16 بلدية، حسب حصيلة تحصلت عليها “الخبر” أمس، بعد تسجيل أربع حالات جديدة لأول مرة بالجهة الجنوبية للولاية، بكل من بلديتي العش والحمادية. حيث بلغ عدد الأبقار المصابة 130 رأس تم ذبح 55 رأس فيما نفقت ستة رؤوس. ويثير تسجيل أولى الحالات في تعاونية فلاحيه باليشير مخاوف مصالح البيطرة، نظرا للعدد الكبير لرؤوس الأبقار بالمنطقة، وهو العدد المرجح للارتفاع في ظل عدم احترام الإجراءات الوقائية من طرف الفلاحين والسلطات العمومية، حسب مصدر من المصلحة البيطرية بمديرية الفلاحة ببرج بوعريريج، ما يعكسه فتح سوق المواشي بعاصمة الولاية أول أمس، وعديد البلديات، وكلها بؤر عدوى سجلت فيها أكثر من 50 إصابة. هذا إضافة إلى نقص مادة الجير الحي في البلديات، لدفن بقايا الأبقار المذبوحة أو ردم النافقة منها. كما لم يحترم المربون الإجراءات والتوجيهات خاصة المرتبط منها بضرورة الحد من التنقل بين الإسطبلات، والتبليغ عن حالات الإصابة، وعدم ردم الأبقار النافقة ارتجاليا. وتبقى برج بوعريريج من الولايات الأكثر تضررا من الوباء، في الوقت الذي تشكو فيه مديرية الفلاحة من نقص في التأطير، حيث لا يتجاوز عدد البياطرة العموميين 28 بيطريا بمديرية الفلاحة إضافة إلى رئيسة المصلحة. بينما يشكل نقص اللقاح، وندرته في السوق، هاجسا إضافيا لمربي الأبقار، خاصة وأن عددا كبيرا منهم غير مصرح به، تخوفا من الإجراءات العقابية، رغم إغراءات تعويض 80 بالمائة من ثمن البقرة في حالة إصابتها بمرض الحمى القلاعية، التي تشمل المؤمّنين وغير المؤمّنين، حسب التصريح الأخير لوزارة الفلاحة.