كانت ليلة الاثنين الماضي مختلفة تماما عن كل الليالي التي سبقتها بالنسبة إلى عائلة الداية القاطنة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. ففي غضون لحظات وقبل أن ينبلج فجر الثلاثاء، أبيد كل الرجال والنساء والأطفال في العائلة بقصف إسرائيلي، وكان مصير هذه العائلة ذات نفس المصير الذي واجهته عوائل فلسطينية أخرى. كان رب العائلة الحاج فايز مصباح الداية البالغ من العمر25 عاما يخشى تعرض الأسرة لمجزرة محتملة، فالحي كان يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف من الجو والبر. ودفعته خشيته إلى جمع زوجته وأبنائه وأحفاده في الطابق الأول من منزلهم المكوّن من أربعة طوابق. وما هي إلا لحظات حتى ابتلعت الأرض النصف الأول من عمارة الحاج مصباح الداية.. وفي صباح يوم الثلاثاء فُجع السكان بالمشهد، الذي بدا وكأن زلزالا ضرب منزل آل الداية المؤلفة من 25 فردا فحوله إلى كومة من الحجارة. كلهم استشهدوا ورضيع ذو 6 أشهر ضمن القائمة دفنت العائلة بالكامل تحت أنقاض المبنى السكني الذي ضربته طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ أو قنبلة ثقيلة وحولته إلى أثر بعد عين. وتتكون هذه العائلة من الحاج فايز وزوجته ختام البالغة من العمر ستين عاما وأبنائه وزوجاتهم وبناته وأحفاده وعددهم 16 طفلا، أصغرهم رضيع لم يتجاوز ستة أشهر. بعد اكتشاف الفاجعة، حاولت أفرقة الإنقاذ والجيران على مدى ساعات طويلة يوم الثلاثاء انتشال الناجين المحتملين من هذه العائلة دون جدوى، فالوسائل كانت بدائية والمنطقة مهددة بالهجمات الإسرائيلية المتعاقبة. وظلت تلك الفرقة تواصل محاولاتها العسيرة لكن استحال العثور على أي من أفراد العائلة حيا، فالكل انتُشلوا واحدا بعد آخر من تحت الأنقاض أجسادا ممزقة وأشلاء مقطعة.