دخلت المذبحة الصهيونية في قطاع غزة يومها الثاني عشر واصلت خلاله الطائرات الحربية والمدفعية والدبابات والبوارج الحربية الإسرائيلية قصف كل شيء في غزة مما أدى إلى سقوط المزيد من الشهداء وأعداد لا تحصى من الجرحى. ففي الوقت الذي واصلت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها التي طالت منازل ومخازن ومحلات تجارية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة توغلت الآليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق مختلفة من القطاع وقصفت البوارج البحرية الإسرائيلية طريقين رئيسيين في القطاع. وشهد اليوم الثالث من التوغل البري لقوات الاحتلال اشتباكات عنيفة بين هذه الأخيرة والمقاومين الفلسطينيين وذلك على عدة محاور تركزت على محيط بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا في شمال القطاع وبمحيط حي التفاح وشرق حي الزيتون في شرقه. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن مدينة غزة تم محاصرتها جزئيا وأنه تم توجيه ضربات قوية لحركة حماس. ولكنه اعترف بالمقابل أنه لم يتم الوصول إلى كل الأهداف التي تم تحديدها في إشارة واضحة إلى أن الحرب على غزة لا تزال مستمرة. وعملت قوات الاحتلال إلى تقسيم قطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء من أجل إضعاف المقاومة الفلسطينية ومنعها من الاتصال فيما بينها. ولم يكشف وزير الدفاع الإسرائيلي عن الخسائر البشرية التي لحقت بقواته بالرغم من تأكيد المقاومة الفلسطينية أنها تمكنت من قتل حوالي 11 جنديا وإصابة أزيد من 45 آخرين. غير أن إسرائيل قالت أمس أربعة إسرائيليين أصيبوا بجروح خفيفة اثر اطلاق المقاومة الفلسطينية ل32 صاروخا منذ أول أمس على مستوطنات سديروت وأسدود وعسقلان. من جهته قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي انه تم قصف أزيد من 30 هدفا في مختلف أنحاء قطاع غزة ليلة الأحد إلى الإثنين تزامنا مع مواصلة القوات البرية تقدمها مدعومة بزوارق حربية وبغطاء جوي من الطائرات الحربية. وقد خلف اليوم الثاني عشر من الحرب الإسرائيلية على غزة سقوط 50 شهيدا من بينهم نساء وأطفال وأصيب العشرات الآخرين لترتفع بذلك حصيلة هذه الحرب الجائرة على شعب أعزل إلى 555 شهيد وأزيد من 2700 جريح. وكان من بين الشهداء سبعة فلسطينيين من عائلة واحدة سقطوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم بحي الزيتون بقطاع غزة الذي يشهد عدوانا واسع النطاق منذ بدء العدوان الصهيوني. مقابل ذلك أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس أنها قنصت جنديين إسرائيليين في الاشتباكات التي دارت بين الطرفين بمحيط بيت لاهيا وأطلقت قذيفتين صاروخيتين من نوع "أر.بي.جي" على جرافتين إسرائيليتين. وأمام استمرار الحرب الإسرائيلية برا وبحرا وجوا أكدت كتائب القسام أمس أن الآلاف من عناصرها مستعدين لمواجهة القوات الإسرائيلية في شوارع وأزقة مدينة غزة. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام أنه "تم تحضير الآلاف من المقاومين الذين ينتظرونكم في كل ركن من شوارع المدينة وسيتقبلونكم بالنار والحديد". للإشارة فإن القوات البرية الإسرائيلية استطاعت التوغل في المساحات السهلية المكشوفة في قطاع غزة دون أن تلقى مقاومة. وكانت حركة المقاومة الإسلامية تعهدت في وقت سابق أمس بتحقيق النصر وقال القيادي في الحركة محمود الزهار في أول ظهور له أمس على شاشات التلفزيون منذ بدء المجزرة الإسرائيلية أن" النصر قادم بإذن الله".