لم يمنع شهر رمضان الجزائريين من الذهاب إلى شواطئ، والسباحة في الفترة الصباحية. فارتفاع الحرارة والعطش، دفعت بالصائمين إلى السباحة، بينما ضحت النسوة بصيف 2012 وفضلن المطبخ. انطلقت جولة ''الخبر'' بعد صلاة الجمعة، وكان شاطئ ''فرونكو'' ببولوغين أول محطة لنا، حيث التقينا بمجموعة من الشباب، أعمارهم تتراوح بين 17 و30 سنة، منهم من كان ملقى على الرمال تحت أشعة الشمس، بينما فضل البعض الآخر قضاء الوقت في السباحة تارة والجلوس على الصخور تارة أخرى، فالجميع أخذ العطش والتعب نصيبا منهم. ''جمال'' صاحب العشرين سنة، من بين الشباب الذين فضلوا الاستمتاع بزرقة البحر وقضاء أول يوم من رمضان على شاطئ ''فرونكو''، إذ كان رفقة أصدقائه الذين تقاسموا معنا أطراف الحديث، وأجمعوا على أن السباحة في رمضان ليست انتهاكا لحرمة هذا الشهر الكريم، ما دام أنهم يسبحون بحذر، ويحاولون عدم إدخال رؤوسهم في البحر كي لا يبطل صيامهم. الشواطئ الصخرية للهروب من الحرارة شاطئ ''المنار'' بعين البنيان من الشواطئ الصخرية التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل الشباب الذي يهوى الغطس من أعلى الصخور، وهو أيضا لم يخل من المصطافين الذين أدوا صلاة الجمعة بالمسجد المجاور، ثم تنقلوا إلى الشاطئ قصد السباحة وإنعاش أنفسهم بعد أن أرهقهم الصيام. أخبرنا خالد، 30 سنة، أنه صلى الجمعة بالمسجد المجاور ثم جاء للسباحة كعادته. فالصيام، حسب محدثنا، لم يكن عائقا، بل وجد ذهابه إلى البحر الحل الوحيد للهروب من الحرارة المرتفعة والفوضى والضوضاء التي تشهدها معظم شوارع العاصمة، خاصة خلال الساعات الأخيرة من اليوم. من جهة أخرى، فضل منير وأصدقاؤه الاكتفاء بالجلوس على الشاطئ وتبادل أطراف الحديث، حيث شاركنا الحديث قائلا: ''أقصد شاطئ البحر رفقة أصدقائي للجلوس فقط على الرمال وليس للسباحة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة''. وقبل مغادرتنا شاطئ ''المنار''، التقينا بشاب مرفوق بكلبه، وقال إنه قصد البحر في اليوم الأول من رمضان من أجل كلبه الذي عوّده على السباحة يوميا. فبدلا من تركه بالمنزل، فضّل النزول برفقته وقضاء الوقت إلى غاية آذان صلاة المغرب، مشيرا إلى أن نزوله للشاطئ جاء بدافع الهروب من المشاكل والدخول في مناوشات مع شباب الحي. رمضان يحرم الجنس اللطيف من السباحة ويبقى شاطئ الكتاني الذي يتوسط باب الوادي، قبلة للآباء المرفوقين بأبنائهم. كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساء، والمكان مكتظ بالعائلات التي تقطن بباب الوادي. حينها، تقدم منا بعض الشباب مستفسرا عن سبب تواجدنا بالشاطئ في أول رمضان، ليخبرونا بطريقة ساخرة أن الشاطئ في الفترة الصباحية مخصص للرجال والأطفال فقط، أما النساء، فمكانهن المطبخ لإعداد مائدة الإفطار. وقال مغترب وجدناه بذات المكان، إنه منذ بداية الصيف، كان ينزل وزوجته وأبناؤه يوميا إلى البحر، نظرا للحرارة الشديدة التي تميّز هذا الموسم، لكن حلول شهر رمضان أحدث تغييرات على برنامجه الصيفي، ومنع زوجته من النزول معه، بسبب انشغالها بإعداد الشوربة والبوراك.