السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: يكاد الحياء يمنعني من البوح بما يحمله صدري من اعتراف بالذنب، حياء في غير محله بعدما جهرت بالمعصية ولم أخش ربي، والآن يعتريني الخجل من عباده الذين لا يملكون ضري ولا نفعي، يا للخزي والعار فكم أنا رجل محتال. في الأربعين من العمر متزوج وأب لطفلة في الخامسة من عمرها، بعدما أجبرت زوجتي على تعاطي حبوب منع الحمل، لأنه ليس بوسعي تحمل المسؤولية المعنوية للأبناء، بسبب ضيق الوقت وانشغالي بأمور تافهة، لأني أهدر قسطا كبيرا من حياتي في اللهو والمجون من خلال ربط علاقات مشبوهة مع نساء بمختلف الأعمار والمستويات، ومن سوء حظي أن زوجتي لأكثر من مرة أمسكتني بالجرم المشهود، ولم يكن لها سوى العفو، لقد أكرمتني كثيرا بحكمتها واحتوائها لطيشي فما كان مني سوى التمادى في أفعالي حتى حدث ما حدث.لقد اغتنمت فرصة غيابها عن البيت وقمت بعمل غير أخلاقي، كان ذلك عشية رمضان، ولأن الوقت داهمني ولم يكن بوسعي الذهاب لأي مكان، أحضرت من كانت معي إلى بيت الزوجية وكأني بهذا التصرف أردت توديع النساء إلى بعد انقضاء الشهر الفضيل، وما إن جلست وإياها جلسة حميمة، حتى دخلت زوجتي لتراني في ذلك الوضع، فما كان منها سوى أن رجعت أدراجها إلى الخلف وأغلقت الباب بكل هدوء، ما جعلني أحتقر نفسي وأندم على كل ما فعلته في حقها، لذا أجدني نادما وحائرا، وأتمنى لو أني كنت ترابا تطؤه الأقدام أفضل من هذا الموقف. عامر/ الشرق الرد:لا شك أن ما فعلته معصية لله عز وجل، قبل أن يكون خيانة لزوجتك الحكيمة، التي تحملت طيشك بما يفوق الطاقة البشرية، لقد أفرطت في جرحها حتى اشتد النزيف، بما يتطلب منك علاجه والسهر على تطبيبه، وذلك بالإحسان إليها ومعاملتها بما يرضي الله، وقبل ذلك عليك بالتوبة وطاعة الله وطلب العون منه كي يرد لك زوجتك ردا جميلا، لأنها بمثابة العملة النادرة في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل.اجعل حياتك معها صافية من دنس الماضي، لتحفها بالطاعة في الحاضر والمستقبل، تخلص من كل ما يشوب تصرفاتك لتكون رجل أفعال لا رجل أقوال، ولا تنس سيدي الكريم أن الله قد منحك جوهرة قيّمة في أمسّ الحاجة إلى رعايتها ليشعّ بريقها، إنها ابنتك الصغيرة فهل ترضى أن يفعل بها زوجها في المستقبل ما تفعله أنت الآن بوالدتها؟إجابتك ستكون جامعة مانعة وشافية كافية، لن تحتاج بعدها إلى كلام آخر، أسأل الله أن يؤلف بين قلبيكما وأن يجمعكما في القريب العاجل. ردت نور
موضوع : أسرفت في الذنوب وأطمح لأنال مغفرة ربي 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0