يروي لنا عبد الرحمان حماد، بطل إفريقيا السابق لثلاث مرات متتالية في رياضة القفز العالي وصاحب برونزية أولمبياد «سيدني» 2000، تفاصيل يومه في هذا الشهر الفضيل وكيف يقضي سهرته الرمضانية القصيرة، كما يتحدث عن شهر رمضان المعظم وكيفية تعامله معه عندما كان في الميدان قبل اعتزاله سنة 2008 وبعدها، والتي نترككم تتابعونها في هذا الحوار... مرحبا عبد الرحمان، كيف حالك؟ أهلا بكم، أحوالي بخير نحمد الله تعالى «الصحة والستر». لقد غبت عن الساحة الإعلامية في الفترة الأخيرة والجزائريون اشتاقوا للبطل حماد.. للضرورة أحكام وأنا الآن أعمل في اللجنة الأولمبية الجزائرية ومشاغلي الكثيرة تدفعني للاختفاء عن الأنظار، لكن هذا لم يمنعني من الظهور إعلاميا من حين لآخر. كيف يقضي عبد الرحمان يومياته في شهر رمضان الذي تجاوزنا العشر الأوائل منه؟ والله أقضيه مثل بقية الجزائريين باستثناء اختلافات بسيطة، حيث أنهض باكرا مقارنة بالبعض في هذا الشهر الفضيل، إذ أنهض حوالي الساعة العاشرة صباحا للذهاب إلى العمل سواء في اللجنة الأولمبية الجزائرية أو لجنة الرياضيين، وبعد الانتهاء من التزاماتي المهنية أعود إلى المنزل للراحة وقراءة القرآن إن لم تكن لي مشاغل، وأحيانا أمارس الرياضة لأخرج بعدها حوالي الساعة الخامسة بعد العصر لأتجول في السوق وأعود قبل آذان المغرب بلحظات. هذا فيم يخص النهار، أما السهرة الرمضانية فكيف وأين تقضيها وهل تداوم على التراويح؟ كمعظم الجزائريين أصلي التراويح طبعا وبعدها أخرج لأقعد مع الأصدقاء والأحباب في الحومة لنتحدث قليلا ولكن لا أطيل كثيرا السهر لأدخل إلي البيت وأنام حتى يتسنى لي النهوض صباحا والتوجه إلى العمل لأنني أستيقظ باكرا نوعا ما. ما هو الطبق الذي لا يمكنك الاستغناء عنه في مائدة الإفطار؟ في الحقيقة أنا لست شخصا أكولا ولا أتشهى كثيرا الأكل بل آكل ما أجده فوق المائدة دون مشكل، سواء في رمضان أو غيره، لقد اكتسبت هذا الطبع لما كنت رياضيا قبل اعتزالي وما زلت عليه إلى يومنا، لا آكل كثيرا ولكن أشرب المياه والمشروبات بكثرة خصوصا أننا في فصل الصيف اليوم طويل والحرارة مرتفعة نوعا ما فجسمنا يحتاج الكثير من السوائل. هل أنت من النوع الذي «يغلبو» رمضان؟ أبدا، أنا ما «يغلبنيش» رمضان ولم يسبق له أن أثر علي يوما، مشكلتي الوحيدة في هذا الشهر الفضيل هي النوم الذي يبقى النقطة السلبية الوحيدة التي أتأثر بها في شهر الصيام. كيف ذلك؟ لقد قلت لنا أنك تنهض باكرا؟ هذا هو المشكل بالضبط، «ما نشبعش رقاد» والنعاس يؤثر عليّ في النهار، صحيح أنني لا أطيل السهر كثيرا لكن ليل الصيف قصير ولو تجلس لبرهة من الزمن مع أصدقائك بعد التراويح تجد الوقت تأخر، أضف إلى ذلك السحور وصلاة الصبح ما يعني أنني عندما أستيقظ على العاشرة صباحا أجد نفسي لم أنم سوى فترة قصيرة جدا وهذا هو المشكل بالنسبة لي. بالعودة إلى فترة ما قبل اعتزالك.. كيف كنت تتعامل مع شهر رمضان؟ هناك اختلاف، سابقا كنت أتدرب يوميا وكان لي الوقت الكافي من النوم صباحا لأننا كنا نتدرب بعد العصر واليوم لم يكن طويلا كثيرا مثلما هو عليه الحال في الصيف، لقد كنا نبرمج الحصص التدريبية وفق حالتنا البدنية وما يساعد أجسامنا حتى لا نتأثر ولا نعاني من الإرهاق والتعب، هذا هو الاختلاف، أما من حيث تأثيره عليّ فلم يتغير شيئا كنت وما زلت أصوم بصفة طبيعية ولا تتغير سلوكاتي في هذا الشهر المعظم. وفي أيام مختلف المنافسات، كيف كنت تتعامل مع الصيام؟ ألم يؤثر على مستواك؟ من حسن حظنا أن نهاية الموسم الرياضي بالنسبة لرياضة ألعاب القوى تكون في شهر سبتمبر، فالمنافسات تقام صيفا بالدرجة الأولى، ومن حسن حظي أنه لم يسبق لي وأن تزامنت أي منافسة شاركت فيها مع شهر رمضان المعظم، لسبب بسيط وهو أنني اعتزلت الميادين سنة 2008، وحينها كان الشهر الفضيل يصادف شهر سبتمبر على ما أعتقد، لذلك لم يحدث وأن خضت أي منافسة مهما كانت خلال شهر الصيام. إذن كنت محظوظا كثيرا مقارنة بممارسي ألعاب القوى في السنوات الحالية؟ الحمد لله، لقد كنت محظوظا فعلا وهذه هي الأفضلية التي تمتاز بها هذه الرياضة في ذلك الوقت، لكن الوقت تغير والآن انقلبت الأمور بعدما أصبحنا نصوم في الصيف، وهو ما يتزامن مع موسم ألعاب القوى، ولكن على كل حال هذا شهر الراحة والبركة والله يمنحه فيه عبده القوة والقوة الروحية والإيمانية التي يتميز بها هذا الشهر الفضيل، تعوض القوة البدنية في أحيان كثيرة وقد تكون أفضل منها. في الأخير، نشكرك على رحابة وصدرك ولك كلمة الختام..
لا يفوتني أن أهنئ كل الجزائريين والأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المعظم، أعاده الله علينا أعواما عديدة إن شاء الله، كما أود أن أشكركم كثيرا وأشكر جريدة «النهار» على منحي الفرصة لاسترجاع ذكريات جميلة، ولتذكركم لي ولبقية الأسماء التي صنعت اسما للرياضة الجزائرية ورفعت الراية الوطنية عاليا.. صح رمضانكم وصح فطوركم. موضوع : رمضان ما يغلبنيش فأنا أقضيه بين العمل والرياضة والعبادة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0