عاد بنا اللاعب الدولي الجزائري السابق رفيق صايفي بذاكرته إلى أيام احترافه في أوروبا، وقضائه لأيام رمضان المبارك في القارة العجوز وكيفية تعامله مع المدربين الذي يطالبون اللاعبين بالإفطار أيام المباريات، كما تطرق لعلاقته بالناخب الوطني كريستيان غوركيف وكيفية قضائه لأيام الشهر الفضيل حاليا، والتي نترككم تكتشفونها في هذا الحوار... مرحبا رفيق، بداية كيف هي الأحوال مع الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك؟ مرحبا بكم، الأحوال جيدة والحمد لله مثلما تكون دائما بحلول أفضل شهر في السنة، الذي ننتظره بفارغ الصبر ليحل علينا ببركته وعظمته . كيف يقضي رفيق صايفي أيام الشهر الفضيل هذه السنة؟ أقضيه مثل كل سنة، حيث أستيقظ قبل صلاة الظهر وأحيانا قبل منتصف النهار بقليل، لأنه لا يمكنني النهوض باكرا فكما تعلمون الليل قصير في الصيف وبين صلاة التراويح والسحور وصلاة الصبح ليس هناك وقت كاف للنوم، لذلك أعوض ذلك صباحا قبل أن أتحول إلى المسجد لأداء صلاة الظهر والعودة بعدها إلى المنزل لقراءة القرآن، وبعد صلاة العصر كل يوم و«براكتو» فإن كنت منشغلا أقضي أشغالي وإلا فإنني أواصل قراءة القرآن ولا أخرج سوى قبل حوالي ساعتين عن أذان المغرب للذهاب إلى السوق. هل هناك أكلات تشتهيها ولا تستغني عنها في مائدة الإفطار؟ أشتري بالدرجة الأولى الفاكهة والمقبلات، فأنا لست من النوع المتطلب في الأكل وعندما تكون المائدة «مشبّحة بالشربة والبوراك» فإن بقية الأطباق زيادة خير، فأنا لا أستغني عن الشربة والبوراك، أما بقية الأطباق فأتناول ما أجده فوق المائدة مهما كان نوع الطعام أو اسمه فرمضان للعبادة وليس للأكل يا أخي. السهرات الرمضانية لها طعم خاص، أين وكيف يقضيها رفيق؟ فعلا، سهرة رمضان مختلفة عن سهرات بقية أيام السنة، بالنسبة لي التراويح قبل كل شيء وبعدها ألتقي بالأصدقاء في «الحومة» أو في المقهى لنتحدث قليلا، فأنا أشتاق لهم كثيرا بحكم أنني بعيدا عنهم بسبب ارتباطاتي المهنية، هذا بالطبع في حال لم يكن عندنا ضيوف في المنزل، وفي بعض الأحيان ألعب مباريات في الحي مع أصدقائي، أما «الدومين» فلست من عشاقه ولا ألعبه. معروف عن صايفي أنه يعتمر خلال كل شهر رمضان، فهل تنوي زيارة بيت الله هذه السنة؟ لقد اعتمرت بالفعل قبل حوالي أسبوعين بعد مشاركتي في مباراة خيرية في السعودية، فكانت «حجة وفرجة»، ولكن عمرة رمضان شيء آخر وخاصة في العشر الأواخر، لذلك أنا أنوي أن لا أشذ عن القاعدة هذه السنة وإن «كتب ربي» سأؤدي مناسك العمرة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل إن سمحت لي الظروف. نعرج على يومياتك كلاعب، فهل سبق وأن أفطرت أو أجبرت على ذلك بسبب المباريات؟ لا أبدا، فشهر رمضان شيء مقدس ولا يمكن التلاعب به وبقيمه مهما كانت الأسباب، باستثناء تراخيص رب العالمين بالنسبة للمسافرين والمرضى، لقد كانوا يضغطون علينا نحن المسلمين للإفطار، وأنا شخصيا كنت أتعرض للضغط من بعض المدربين وحتى كانوا يلجؤون إلى الفتوى التي تبيح لنا الإفطار. كيف كان ردك حيال هاته الفتاوى؟ أخبرتك سابقا، لا يمكنني التلاعب بقيم هذا الشهر المقدس، أنا «ما نستعرفش» بالفتاوى التي تبيح لنا الإفطار أيام المباريات والتدريبات، أنا أعرف شيئا واحدا وفقط: «من كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر»، ولم يذكر الله اللاعبين والعمال، لم أفكر حتى في تطبيق الفتوى رغم المشاكل التي واجهتني أحيانا عندما كنت أستبعد من التشكيلة وألعب مع الفريق الرديف في بداياتي في أوروبا، لكن «الشدة في ربي وليس في العبد»، لكن هناك استثناء. ماهو؟ عندما تخوض مباريات خارج ميدانك تعتبر مسافرا إذا كانت المدينة التي تلعب بها بعيدة، وهو ما يجعلك في حكم المسافر الذي يرخص له بالإفطار لمن أراد، أما اللعب داخل القواعد فلا يمكن الإفطار فالطبيب والمهندس والمعلم الذي يعمل بمدينته ولا يضطر للسفر لا يمكنه الإفطار، وهو حال اللاعبين، ولكنني على كل حال لم يسبق لي الإفطار أبدا سواء لعبت في ملعبنا أو خارجه. الناخب الوطني كريستيان غوركيف أشرف عليك طويلا في «لوريون» فكيف كان يتعامل معك في رمضان؟ لقد كانت علاقتي بغوركيف رائعة وكنت أتفاهم معه كثيرا سواء في رمضان أو غير رمضان، لقد كان مدربا متفهما ويحترم شعائر المسلمين، بل كان يساعدنا على الصيام، حيث كان يجتمع باللاعبين المسلمين قبل شهر رمضان ويخصص لمن قرروا الصيام برنامجا خاصة بحصة تدريبية واحدة يوميا عكس بقية اللاعبين، وكان يضع فيّ ثقته وأنا صائم ويشركني أساسيا قبل أن يغيرني بعد ساعة أو أكثر من المباراة عندما أتعب، وأنا بدوري لم أخيبه وكنت أتألق دائما في المباريات في رمضان. كنت تتألق أم «تتقلق» في رمضان؟ يضحك.. كنت أتألق فأنا لست من النوع الذي «يغلبو» رمضان، فهذا الشهر شهر الرحمة وعلينا الحفاظ على حرمته وتجنب كل ما ينغّص علينا حلاوة العبادة في هذا الشهر الفضيل، رغم أنه تضطرنا الظروف أحيانا للنرفزة فنحن بشر لكن علينا التحكم في تصرفاتنا خصوصا نحن اللاعبين الذين نعتبر قدوة للشباب، ومع تقدمنا في السن أصبحنا أكثر وعيا ومسؤولية بدورنا في المجتمع. في الأخير رفيق، نترك لك حرية ختم الحوار..
شكرا لكم على الاتصال وصح رمضانكم ورمضان كل الجزائريين، تقبل الله صيام وقيام الجميع وصح فطوركم. موضوع : لم أفطر يوما بسبب مباراة في كرة القدم وكنت أتألق وأنا صائم 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0