ما تزال معاناة العديد من العائلات القاطنة بأقبية العمارات السكنية المتواجدة بحي 5 جويلية ببلدية باب الزوار شرق الجزائر العاصمة متواصلة مع وضعيتها السكنية المتردية، بعدما ضاقت بها السبل ووضعتها ظروف الحياة الاجتماعية بين خيارين حلوهما مر، إما قبول حياة التشرد، أو العيش في بيوت تشبه السكن الانفرادي في ظل غياب أدنى متطلبات الحياة البشرية، في الوقت الذي لم تحرك فيه السلطات المحلية أو أي جهة مسؤولة ساكنا لانتشال تلك الأسر من ظروف القهر والمعاناة التي يعيشونها، حيث ما زال مصيرها مجهولا بسبب تأخر السلطات المحلية للفصل في القرار المناسب في إمكانية ترحيلهم والموعد المحدد لذلك، والذي من شأنه أن يحد المعاناة والحرمان الذي يعيشه السكان بأقبية تجرعوا خلالها مرارة الحياة منذ عدة سنوات. وفي سياق ذي صلة، عبّر بعض السكان للجزائر الجديدة، خلال الزيارة الميدانية التي قامت بها، عن الوضع المزري الذي آلت إليه ظروف معيشتهم اليومية والذي بات لا يحتمل، وجعل صبرهم ينفذ وحدة غضبهم تصل الذروة لعدم قدرتهم على تحمل المزيد من المعاناة في ظل انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من بعض قنوات الصرف الصحي والمجاري الخارجية في ظل تسربات المياه القذرة والحشرات الضارة، دون الحديث عن الجرذان التي تتجول بكل حرية في تلك البيوت، كما أن الغرف ضيقة جدا تفتقر لأدنى متطلبات التهيئة الداخلية، على غرار الماء، خطوط الكهرباء والغاز الطبيعي وهذا لكونها أساسا لم تصمم ليقطنها البشر، مضيفين اضطرارهم للاعتماد على وسائل بديلة كقارورات الغاز، وجلب الماء من الخارج لتلبية حاجياتهم. وفي سياق ذي صلة، أكد بعضهم أن الوضع يزداد تأزما خلال فصل الشتاء، حيث تتسرب مياه الأمطار داخل البيوت المتآكلة التي عرفت درجة جد متقدمة من التدهور والاهتراء لتحجر وتراكم المياه القذرة، الأمر الذي انعكس بالسلب على صحتهم وتسبب في إصابة أغلبهم بالحساسية والربو، وغيرها من الأمراض المزمنة على غرار الروماتيزم الذي أصاب حتى الشباب منهم على حد تأكيداتهم، نفس المعاناة يعيشها القاطنون خلال فصل الصيف، الذي ما إن يحل حتى تعرف سكناتهم انتشارا واسعا للحشرات الضارة، فضلا عن تحول تلك البيوت إلى أفران، من ناحية أخرى انتقد السكان صمت وتأخر السلطات المحلية لانتشالهم من الواقع المعيشي المر، مؤكدين أحقيتهم في الظفر بسكن يقيهم من المشاكل ويجنب أطفالهم البؤس والحرمان الذي عاشه أولياؤهم والذي وصفوه بتجاهل المسؤولين عن قطاع السكن لوضعيتهم، مقارنة بالاهتمام البالغ الذي يحظى به سكان البيوت القصديرية، حسبهم حيث استفاد العديد منهم من سكنات اجتماعية. وبالرجوع إلى ما تم ذكره، يناشد قاطنو أقبية عمارات حي 5 جويلية بباب الزوار السلطات المحلية التدخل لانتشالهم من المعاناة التي يكابدونها بهذه الأماكن منذ سنوات طويلة، وضرورة النظر بجدية في إمكانية ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية تضمن لهم العيش الكريم.