تحاول الإدارة الأمريكية، وضع الرئيس الجديد باراك حسين أوباما في وضعية حرجة بلجوئها بشكل مفاجئ إلى تسريب تقرير استخباراتي صادر عن وكالة الاستخبارات المركزية ''السي.أي.أي'' في صحيفة ''واشنطن تايمز'' يتضمن معلومات تهدف إلى تحضير الإدارة الأمريكيةالجديدة لوضع الجزائر في ''معسكر الشر''.التغير المفاجئ في موقف الإدارة الأمريكية جاء بضغط من اللوبي الصهيوني، الذي سجل خلال الأشهر الأخيرة تزايد عداء الشارع الجزائري للإدارة الإسرائيلية خاصة بعد الاعتداء على جنوب لبنان سنة 2006، وكذا الاعتداء الأخير على الشعب الفلسطيني في غزة، وهي المواقف التي يعتبرها الكثير من المحللين مواقف مبدئية للجزائر لا تتغير بتغير الإدارات في واشنطن. وقد حاولت الإدارة الأمريكية الاستناد مجددا إلى تقارير جهاز الاستخبارات الأمريكي ''سي.أي.أي'' لتبرير الشكوك التي تثار حول الجزائر، من خلال الإرتكاز على أشرطة تنصت التقطتها أجهزة التجسس المنصوبة بواسطة الأقمار الصناعية بمناطق القبائل الباكستانية على الحدود مع أفغانستان. وتتحدث هذه المكالمات المزعومة عن اتصالات بين نشطاء ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' من الجزائر مع نشطاء من تنظيم ''القاعدة'' على الحدود بين باكستانوأفغانستان، زعم فيها النشطاء الجزائريون أنهم أصيبوا بمرض خطير يشبه الطاعون بسبب تلاعب بأسلحة كيماوية غير واضحة المصدر في معاقل ''القاعدة''. والواقع أن هذه المزاعم التي تشبه إلى حد كبير تلك الأكاذيب ''الرسمية'' التي أطلقت على حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين منتصف التسعينات، هي من الأساليب المعروفة لدى الإدارة الأمريكية في تحضير الاعتداء على هذه الدول ضمن ما يعرف ب ''الحرب على معسكر الشر''. وإن كانت الإدارة الأمريكية قد عبرت عن مثل هذه المخاوف مطلع التسعينات مع سيطرة ''الجبهة الإسلامية للإنقاذ'' على الشارع الجزائري سنة 1991، حيث سربت المخابرات الأمريكية تقارير تتحدث عن وجود مفاعل نووي في الجزائر، فإن عودة الحديث هذه المرة عن وجود أسلحة كيماوية في الجزائر، يأتي بالتزامن مع تسجيل تشدد موقف الجزائر من الإدارة الإسرائيلية والتي تم التعبير عنها بنفس اللهجة شعبيا ورسميا. فلأول مرة، ورغم الحضر الرسمي على المسيرات الشعبية منذ جوان 2001 لاعتبارات أمنية فقد تسامحت السلطات الرسمية مع المسيرة التضامنية هذه المرة لأن الأمر يتعلق بدعم الشعبي الفلسطيني المعتدى عليه في غزة بشكل وحشي.