تفيد المعلومات المتوفرة لدى "النهار" أن الشاب مفتاحي إيدير 24 عاما والذي اختفى في 16 جانفي من سنة 2006 ، قد التحق فعلا بالمقاومة العراقية، حيث كانت عائلته المقيمة بضواحي براقيجنوب العاصمة التي التقيناها في وقت سابق، قد أكدت أنه رحل ذات صباح باتجاه الجامعة ليختفي إلى الأبد بعد إتلاف صوره و إعداد جواز سفر دون إعلام أهله ليغادر رفقة جاره طارق "للقتال في العراق"، و كانت عائلته تتخوف من "تحويله" مثل العديد من أمثاله إلى معاقل "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " و تجنيده كانتحاري . و أكد ملف خاص نشرته أمس صحيفة "الحياة اللندنية" ، أن عدد الجزائريين الذين التحقوا بالمقاومة العراقية بلغ 45 جزائريا، استنادا إلى ملف عثرت عليه القوات الأمريكية في منطقة الأنبار يتضمن استمارات المجندين، وأشارت إلى الطالب الجامعي الجزائري أ.م (25 سنة)، الذي أشار في استمارته الشخصية إلى أنه نسق مع شخص في الجزائر اسمه «أبو عاصم» ساعده على السفر من تونس عبر ليبيا الى دمشق جواً ، والتقى في سورية «أبو عبدالملك و«أبو علي» و«أبو باسل». وأضاف في الإستمارة «قالوا لي انه لا يسمح بدخول أي شيء إلا جوازات السفر"، و كان ايدير قد طلب من خاله إعداد جواز السفر في وقت قياسي وهو من دفع له المستحقات دون علم أشقائه ووالديه. و تتطابق هذه المعلومات مع معطيات متوفرة لدى "النهار" سبق نشرها حول هذا الطالب الجامعي و "أبو عاصم" هو أحد المقاتلين في العراق الذي عاد إلى الجزائر بعد سقوط بغداد و أصبح عضوا نشطا في شبكة تجنيد المقاتلين الجزائريين بالعراق، حيث كان يقوم بحملة تجنيد استنادا إلى أشرطة مضغوطة عن العمليات الانتحارية و صنع المتفجرات و صوره باللباس العسكري، و أشار الملف إلى أن أغلب الانتحاريين هم من المغرب العربي الذين يتصدرهم الليبيون ب115 مقاتل ثم الجزائريون ب45 مقاتلا، يليها المغرب ب36 مقاتلا و تونس ب11 مقاتلا، وأشار الملف إلى أنه " لا يوجد أمامهم الا خياران فقط، أما انتحاري أو مقاتل"، و أكد أن معظم المتطوعين من بلاد المغرب العربي يختارون «الاستشهاد». وقالت "الحياة اللندنية "أمس أن الملف يحوي استمارات شخصية لأكثر من 600 مقاتل أجنبي تم تهريبهم خلال السنتين الماضيتين من دولهم في السعودية، اليمن، تونس، الجزائر، المغرب، مصر، لبنان، الكويت، سورية، الأردن، فرنسا، ايرلندا، السويد واسبانيا عبر الحدود السورية الى العراق للانضمام الى «دولة العراق الإسلامية» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وتتضمن الاستمارات معلومات تفصيلية تشمل عنوان المقاتل واسمه الكامل ولقبه وأرقام هواتف أقاربه وأصدقائه، إضافة إلى أرقام هواتف تعود لمن كان وراء تجنيده وأسماء الذين تسلموه في سورية والشخص الذي هربه الى العراق، إضافة الى معلومات أخرى عن مهنة المتطوع وخبراته والمهمة التي يريد القيام بها في العراق. و كشفت التحقيقات أنه بمجرد وصول «المتطوعين» الى الأراضي السورية يستقبلهم أناس يطلق عليهم في الاستمارات اسم «المنسقين»، وهم أكثر من عشرة أشخاص يحملون أسماء حركية مثل «أبو محمد»، و يتم تجريد المجندين من كل ممتلكاتهم التي تدرج لاحقا في "التبرعات". وتكشف تلك الاستمارات أن غالبية المتطوعين تم تجنيدهم في بلادهم من أشخاص تعرفوا عليهم في المساجد أو الجامعات أو أماكن العمل، ومنهم من تم تجنيدهم أثناء فترة الحج في مكةالمكرمة أو عبر الانترنت ، ويسلك المتطوعون طرقاً مختلفة للوصول الى سورية ، فمعظم الذين يأتون من المغرب العربي يمرون عبر مصر ومن ثم سورية. وتظهر المعلومات الواردة في الاستمارات أنه إضافة إلى المنسق في البلد الأم والمنسق في سورية يوجد شخص او أشخاص آخرون يتولونهم بعد أن يعبروا الحدود السورية – العراقية، وهناك اسمان لمهربين تم ذكرهما بتكرار ً في الاستمارات هما «أبو حمد» و «أبو عمر». ومن الواضح ان «أبو حمد» يقوم بمعظم مهمّات التهريب لأن الجميع راضٍ عن خدماته، أما «أبو عمر» فيشتكي عدد من المتطوعين منه. ويذكر الجزائري ع.ش الملقب ب «أبو طلحة"، 23 عاما ، أن «أبو عمر يشتم ويكفر» من دون ذكر الأسباب.