قامت قوات الأمن المشتركة أول أمس، بعملية بحث واسعة تعد الأولى من نوعها منذ عدة سنوات بالعاصمة، حيث قام أفراد الجيش مدعمين برجال الدرك والشرطة ومقاومين بمنطقتي أولاد علال ودريشمو بسيدي موسى، بالضاحية الجنوبية بالعاصمة، امتدت من واد الحراش إلى غاية واد بن طلحة ببراقي. وتأتي هذه العملية الأمنية على خلفية تفكيك خليتين ارهابتين في عمليتين منفصلتين قبل أيام، وعلم في هذا الإطار، أن حوالي 5 شباب من حي براقي اختفوا مؤخرا، ''في ظروف غامضة''، وتذهب التحقيقات في اتجاه تجنيدهم في صفوف كتيبة ''أبو بكر الصديق'' تحت لواء التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة عبد المالك درودكال ''أبو مصعب عبد الودود''، وأحد هؤلاء تم الإبلاغ عنه من طرف والده، يكونوا قد التحقوا بالجبل على خلفية التحقيقات التي قادتها مصالح الأمن لتفكيك الخلايا النائمة جنوب العاصمة. أفادت مصادر مؤكدة ل''النهار''، أن مصالح الأمن تمكنت من تفكيك شبكتين ارهابيتين مختصتين في دعم وإسناد تنظيم درودكال وتم توقيف 4 أفراد ينحدرون من أحياء منطقة براقي، فيما لا يزال البحث جاريا عن باقي الأفراد الذين يوجدون في حالة فرار بعد تحديد هوياتهم. وتم تفكيك الخليتين بناء على التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن بعد تفكيك قنبلة تقليدية تم وضعها في رمضان الماضي بمحطة نقل المسافرين بتافورة وتفطن لها مواطنون.وتفيد المعلومات المتوفرة، أن مصالح الأمن سجلت التحاق 5 شباب بالنشاط الإرهابي ينحدرون جميعا من منطقة براقي، أبرزهم المدعو ''خ.عبد الكريم'' الذي كان قد تنقل إلى الحدود العراقية للالتحاق بالمقاومة هناك قبل أن يعود إلى الجزائر، إضافة الى شاب آخر مسبوق في قضية دعم واسناد، أما الثالث فقد تم الإبلاغ عنه من طرف والده الذي صرح للمحققين أن ابنه التحق بصفوف الإرهاب.وأكدت مصادر محلية متطابقة ببراقي، أن أفراد الحرس البلدي أبلغوا عن اختفاء حوالي 7 شباب مؤخرا، ''في ظروف غامضة''، وأضافت أن الشباب المجندين حديثا ''كانوا ملتحين والتزموا حديثا''، وتذهب التحقيقات الأمنية في اتجاه انتمائهم إلى شبكة دعم واسناد قبل التحاقهم بالنشاط تحت لواء كتيبة ''أبو بكر الصديق'' التي تنشط على محور خميس الخشنة، فركيوة، البويرة، بومرداس والبليدة.وسعت قيادة درودكال إلى تفعيل النشاط الإرهابي بالعاصمة وضواحيها من خلال بعث نشاط هذه الكتيبة وتعيين المدعو محمد صدوقي المعروف ب''عبد القادر الروجي''، خبير في المتفجرات، أميرا لها بعد التحاقه بجماعة درودكال أشهرا بعد الإفراج عنه قبل القضاء عليه في كمين بأعالي الأربعاء بالبليدة. ولا تستبعد مصادر تشتغل على الملف، أن تكون قيادة درودكال، قد خططت لتجنيد هؤلاء في العمل الإرهابي المباشر بعد توريطهم في شبكات الدعم والإسناد، وكان حذيفة أبو يونس العاصمي ''حذيفة الجند''، أمير المنطقة الثانية ''منطقة الوسط'' قد سعى لتفعيل خلايا التجنيد والدعم، وفي مسقط رأسه، حيث ينحدر من منطقة براقي وأغلب المجندين الجدد يقيمون بضواحي الحي، كما يكون حرص على استهداف العائدين من العراق أو الذين سبق أن فشلوا في التجند في صفوف المقاومة العراقية.