أفاد تقرير مفصل رفعه محافظ بنك الجزائر، محمد لكصاسي، لوزير المالية كريم جودي، أن الاستثمارات المباشرة الخارجية خارج قطاع المحروقات بلغت 987 مليون دولار سنة 2006، ثم ارتفعت إلى 1.06 مليار دولار سنة 2007، وأوضح التقرير الرسمي الذي تحوز "النهار" نسخة منه أن أهم الأموال المحولة إلى الخارج في مجال أرباح الاستثمارات الخارجية بالجزائر سجلتها شركة "أوراسكوم تيليكوم الجزائر"، حيث بلغت نسبتها 75.72 بالمائة سنة 2006، لتصل إلى 84.68 سنة 2007 وما يعادل 1111.14 مليون دولار. وذكر التقرير أن الأرباح المحولة إلى الخارج تحت اسم الاستثمارات الخارجية المباشرة لشركة اوراسكوم تيليكوم الجزائر بدأت منذ سنة 2004، حيث بلغت القيمة المالية الأولى المحولة من الجزائر إلى الخارج 59.51 مليون دولار سنة 2004 أي ما يعادل نسبة 62.77 بالمائة من مجموع أرباح الشركات الأجنبية العاملة بالجزائر المحولة إلى الخارج، وقد ارتفعت النسبة سنة 2005 إلى ما يعادل 80.68 بالمائة أي ما يساوي 141.53 مليون دولار، أما في سنة 2006 فقد بلغت قيمة هذه الودائع 317.31 مليون دولار أي ما يعادل 75.72 بالمائة من القيمة الإجمالية لمختلف الأموال المحولة إلى الخارج، في الوقت الذي بلغت سنة 2007 592.79 مليون دولار أي ما يعادل 84.68 بالمائة. وقد قدرت القيمة المالية الإجمالية لمختلف الأرباح المحولة إلى البلد الأصلي للشركة بين سنوات 2004 إلى 2007 ما يعادل 1111.14 مليون دولار، أي ما يعادل مرة ونصف القيمة المالية لرخصة نشاط "جي.آس.آم" التي بلغت 737 مليون دولار، والتي سددتها الشركة على مرتين قدرت الدفعة الأولى ب 368.5 مليون دولار شهر أوت 2001، أما الدفعة الثانية فقد تم تسديدها شهر ديسمبر من سنة 2003 بمبلغ إجمالي قدر ب 259.1 مليون أورو، وأوضح التقرير الشامل المعد من قبل محافظ بنك الجزائر أن شركة اوراسكوم تيليكوم الجزائر جندت السندات الخارجية للشركة الأم لتسديد الرخصة منحتها إياه الشركة الأم كتسبيق على أن يتم تسديده فيما بعد. وأشار تقرير المحافظ إلى أن شركة اوراسكوم تيليكوم الجزائر لم تُعد استثمار الأرباح المحققة بالجزائر وإنما حولتها مباشرة إلى الخارج. وفي هذا الشأن كشف محافظ بنك الجزائر، محمد لكصاسي، عن إيفاد لجنة تحقيق من قبل "سيتي بنك" لدراسة الملفات المتعلقة بالأموال المحولة والتي قدرت قيمتها الإجمالية ب 39.29 مليار دينار، من قبل المساهمين الثلاث الأجانب غير المقيمين، لشركة اوراسكوم تيليكوم الجزائر، حسب نشاطها إلى غاية 2007. وكان ثامر المهدي المدير العام لمتعامل الهاتف النقال "جيزي" قد حاول تفنيد ما تطرقت إليه "النهار" في عدد سابق حول الأموال المحولة من قبل شركة اوراسكوم تيليكوم الجزائر حيث قال في تصريح إعلامي خلال مأدبة عشاء أقامها على شرف مدراء المؤسسات الإعلامية مؤخرا، "هناك إشاعات كثيرة يتم الترويج لها حول "جيزي" لكننا ارتأينا عدم الرد عليها لأننا نؤمن بالعمل في الميدان" وأضاف "قالوا أن جيزي حولت هذا العام 110 ملايين دولار إلى الخارج كأرباح للبلد الأصلي للشركة، نقول هذا المبلغ زهيد مقارنة ب 2 مليار دولار التي تحدث عنها الرئيس بوتفليقة والتي حولت كأرباح العام الماضي".