كل إمام يغلو في خُطبه ودروسه سيحال على المجلس العلمي أكد مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية، بومدين بوزيد، أن التنظيم الإرهابي «داعش» يحاول تجنيد شباب العائلات التي التحق أبناؤها بالجماعات الإرهابية خلال التسعيات وتم القضاء عليهم، من خلال تصويرهم على أنهم شهداء من أجل استمالتهم للعمل الإرهابي، مضيفا أن الأمن فكك شبكة لتجنيد الشباب للالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية بولاية بومرداس كانت تستهدف هؤلاء . وقال بومدين بوزيد خلال استضافته في فوروم الإذاعة، إن هذه الحركات الجهادية والتنظيمات المتطرفة تبنت مفهوم الهيمنة والسيطرة الذي كانت تنتهجه الدول الاستعمارية القديمة على غرار فرنسا وبريطانيا، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي يستغل أماكن انتشار الفوضى لتعزيز صفوفه وفرض سيطرته على المناطق، فضلا عن اللعب على الوتر الديني وتحريف مفاهيم الأحاديث الدينية والآيات القرآنية لتبرير أفعاله الإجرامية، مستغلة إمكاناتها المادية الكبيرة المتأتية من بيع البترول وبعض الجمعيات الخيرية سيما في بعض البلدان الخليجية لتمويل عملياتها وإغراء الشباب للالتحاق بصفوفها. وأكد مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية، أن هذه الجماعات الإرهابية إضافة إلى استراتيجيتها السابقة تحاول في الجزائر استدراج شباب العائلات التي التحق أبناؤها بالجماعات الإرهابية خلال التسعيات وتم القضاء عليهم، لتصورهم على أنهم شهداء بهدف استمالة أشقائهم أو أقاربهم، وهو ما حدث في بومرداس، أين تم تفكيك شبكة لتجنيد الشباب للالتحاق بصفوف تنظم «داعش» الإرهابي. ودعا بومدين إلى محاربة ما وصفه بظاهرة الانسحاب من الحياة التي انتشرت وسط الشباب العربي عامة والشباب الجزائري خاصة، من خلال تحسيسهم بأهمية وجودهم في حركية المجتمع وعدم ترك المجال مفتوحا لهذه التنظيمات المتطرفة لنشر سمومها وأفكارها في عقولهم. وقال بومدين إن مديرية التوجيه الديني على مستوى الوزارة تهتم بالخطاب المسجدي وتسعى لتطهير هذا الخطاب من الغلو، فكل خطبة تتجاوز مسألة الاعتدال يحال صاحبها الإمام على اللجنة العلمية، كما أكد أنه تم تأسيس قوافل علمية تستهدف الشباب في الثانويات والأحياء الجامعية، لمنع تغلغل مثل هذه الأفكار وسط الناشئة، مشيرا إلى أن المسجد ليس وحده مسؤولا عن محاربة التطرف.