نجحت الجزائر في صد خطر تنظيم ما يعرف ب«داعش"، بعدما فرضت طوقا محكما على المساجد والمؤسسات الدينية، إلى جانب خبرتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية، جعلت فرص التحاق الجزائريين به ضعيفة، مما يجعلها الدولة الأقل عرضة لتهديداته مقارنة بدول الجوار. وكشفت تقارير غربية، عن أن عدد الجزائريين الذين يقاتلون ضمن صفوف داعش، محدود جدا بالنظر إلى المقاتلين المنحدرين من دول عربية وإسلامية وحتى أوربية، رغم أن التيار حاول بشتى الطرق تجنيد جهاديين من الجزائر، واستمالة آخرين كانوا ينشطون في صفوف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في وقت سابق، حسب ما نشرته الأناضول، حيث أشار خبراء ومختصون إلى أن اعتماد الحكومة على مخطط أمني ناجع حال دون تجنيد الشباب للجهاد في التنظيم من خلال فرض الرقابة على المواقع الإلكترونية المتطرفة، إضافة إلى المساجد والهيئات الدينية، وكذا خبرة الأجهزة الأمنية في التعامل مع الإرهاب بالنظر إلى تجربتها الطويلة، حالت دون تنفيذ داعش لمخططاته، وأضافوا بأن تنظيم القاعدة كان له دوره أيضا في عدم توسعه إلى المنطقة، لأنه اعتبره منافسا قويا له، ولذلك بذل جهدا كبيرا في منع عناصره من الالتحاق به، مما يجعل إمكانية توغل داعش في الجزائر ضئيلة جدا، عكس ما تؤكده بعض التقارير التي حذرت من خطورته على البلاد مستقبلا. وحسب الإحصائيات الموجودة، فإن عدد الجزائريين المجندين ضمن جبهة النصرة وداعش لا يتجاوز 400 شخص، وهو عدد ضئيل جدا مقارنة بالجنسيات العربية الأخرى، خصوصا من دول الجوار، كالمغرب، تونس وليبيا، بينما تتعامل السلطات مع المسألة بحذر شديد، رغم إعلان منشقين عن القاعدة مبايعتهم لداعش، وقاموا باختطاف وإعدام رعية فرنسي، إلا أن الحكومة ترفض التسليم بوجود داعش على أراضيها، وتسعى للقضاء على الإرهاب بجميع أشكاله، كما أنها فرضت رقابة شديدة على بعض الشبكات التي ظهرت داخل الوطن أو خارج الحدود، التي تهدف إلى تجنيد المقاتلين للقتال في سوريا والعراق من خلال تعزيز التنسيق والتعاون الاستخباراتي مع دول الجوار. واعتبر مراقبون للوضع، أن الجزائريين إصبحوا يملكون الوعي اللازم، على خلفية ما عاشوه سنوات العشرية السوداء، ولهذا أضحى من الصعب على داعش استمالتهم للجهاد باستثناء أقلية من المتطرفين، كما لعبت وزارة الشؤون الدينية دورها، في نشر الوعي الديني والتحسيس بخطورة التورط في هذه التنظيمات.