يشكو سكان في بلدية وادي الماء، عدة نقائص أرّقتهم وعمقت معاناتهم اليومية منذ سنوات دون أن تلتفت إليهم السلطات المحلية التي لا تتذكرهم سوى في المواعيد الانتخابية، حسب إجماع الأغلبية الساحقة من الغلابى الذين تحدثوا ل"السلام" بمرارة. حيث تشهد بعض المداشر والقرى على مستوى بلدية وادي الماء دائرة مروانة، والواقعة على بعد 40 كلم لعاصمة ولاية باتنة، والتي بها كثافة سكانية لا بأس بها، نقصا فادحا في النقل المدرسي، ما يجعل تلاميذ المداشر يقطعون كيلومترات عديدة بحثا عن التعليم، كما هو الأمر بالنسبة لتلاميذ منطقة الهنشيرة، حيث يجبر الأطفال على قطع مسافات بعيدة صباحا وأخرى في المساء مشيا على الأقدام، وتتضاعف معاناتهم خلال فصل الشتاء، ناهيك عن مطلب الغاز الذي يتكرر مرارا وتكرارا في كل عام وحين، لكن هذه المطالب التي وصفها محدثونا بالشرعية لم تلق التفاتة صادقة للمسؤولين المحليين. ولم يجد سكان وقاطني قرية الهنشيرة بولاية باتنة، التعبير عن غضبهم وامتعاضهم الشديدين إزاء ما آلت اليه قريتهم، سوى الخروج جهارا نهارا، بغلق الطريق الوطني رقم 86 في شقه الرابط بين بلديتي مروانة وسريانة عبر وادي الماء. وقد شدد هؤلاء اللهجة هذه المرة بطريقتهم الخاصة، حيث أغلقوا الطريق مستعملين الحجارة والمتاريس إضافة إلى العجلات المحترقة بالنيران، مما خلق تذمرا لمستعملي الطريق من السيارة التي أصبحت مركباتهم طوابيرا لا منتهية. وفي هذا الصدد وبعد تدخل المصالح الأمنية لفك الخناق وتسهيل عملية المرور، أكد هؤلاء المحتجون على ضرورة تلبية مطلبهم المتمثل أساسا في النقل المدرسي لأبنائهم وفلذات أكبادهم، بالإضافة إلى مطلب الغاز. حيث يتقاسم السكان بهذه القرية مرارة العيش وحياة البؤس والشقاء، وسط انعدام أدنى ضروريات الحياة المتمثلة في مطلبين أساسين. حيث يتصدر هذه المطالب النقل المدرسي الذي يعد غيابه من الأسباب الرئيسية التي تدفع بالأولياء إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة، خاصة فيما يتعلق الأمر بالبنات، وعجز البلدية عن تسيير المؤسسات التربوية حال دون الأهداف المسطرة من حيث الجانب البيداغوجي، وصرح بعض أولياء التلاميذ في حديثهم ل"السلام اليوم"، عن معاناة أبنائهم في تحصيل العلم، منوهين على قساوة الطبيعة التي لا ترحم صغيرا ولا كبيرا كان، ناهيك عن الأخطار المحدقة بفلذات أكبادهم، وقد أكد محدثونا أنهم يضطرون لمرافقة أطفالهم يوميا، خاصة وأن الطريق المؤدي إلى المدرسة محفوف بالمخاطر في ظل غياب الأمن، مشرين إلى أن الوضع يزداد سوء في فصل الشتاء، لا سيما وأنهم يقطعون مسافة كبيرة مشيا على الأقدام، ناهيك عن الطرقات المهترئة التي تتحول إلى برك. في سياق ذي صلة بالموضوع ودائما مع مطالب السكان التي لا تزال لحد الساعة معلقة ومتواصلة، في ظل تملص المسؤولين عن طلبات السكان المتكررة دون أن تجد أي رد شاف ولا جواب مقنع، لتبقى أوضاعهم على حالها منذ عدة سنوات، حيث وجه هؤلاء نداء استغاثة للسلطات المحلية من أجل تحسين ظروف معيشتهم بعد تدهورها، بسبب افتقار منازلهم لمادة الغاز الطبيعي تزامنا مع بداية مع حلول فصل البرد، مطالبين بربط حيهم بشبكة الغاز الطبيعي لإنهاء معاناتهم مع قارورات غاز البوتان، حيث حملوا السلطات المحلية مسؤولية تأخر إنجاز مشروع ربط القرية بالغاز الطبيعي لحد الآن، رغم الوعود التي تلقوها من طرف البلدية على هامش الاحتجاجات التي قاموا بها شتاء العام الماضي احتجاجا على نفس المشكل الذي يعيش فيه السكان منذ نشأة القرية. وأكد المحتجون بأن شبكة الربط ليست بعيدة عن سكناتهم لكن دون جدوى من ذلك. لتبقى انشغالاتهم محل طرح بطلباتهم التي رفعوها للإلتفات إليهم ورفع الغبن عنهم.