فصلت، صباح أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، في ملف خاص بقضية القتل العمدي وتكوين جمعية أشرار والسرقة الموصوفة تورط فيها 8 أشخاص، يتعلق الأمر بالمدعو (ب.فاتح) الذي يتواجد في حالة فرار فيما ألقي القبض على باقي عناصر العصابة والذين مثلوا في جلسة أمس أمام نفس الهيئة، وهم المدعو (ك.نور) الذي نسبت إليه تهمة القتل العمدي والمدعوين (ب.عبد القادر) (ر.عبد المولى)، (ت.سفيان) و(ب. فاطمة الزهراء) المتهمين بتكوين جمعية أشرار والسرقة والمشاركة في السرقة الموصوفة فيما تورط كل من المدعوين (د.عبد المجيد) و(ج.قادة) في هذه القضية من أجل إخفاء أشياء مسروقة. وقد اعترف المتهمين أمام هيئة المحكمة بالتهم المنسوبة إليهم بعدما تم التفصيل في التصريحات من خلال ما جاء في قرار الإحالة، حيث أن القضية تعود وقائعها إلى 18 ماي من سنة 2008، أين تعرض منزل المدعو (ص.قادة) المتواجد بحي قمبيطة إلى السطو عندما كان يتواجد مع زوجته بأوروبا علما أن الحارس المتقدم في السن (ل.العياشي) كان بالفيلا كونه يعمل عند هذه العائلة منذ سنوات عدة. وفي اليوم المذكور في حدود التاسعة ليلا تعرض المسكن للاقتحام من طرف جماعة من الأشخاص، حيث قاموا بالتسلل إلى داخل المنزل، أين أقدموا على قتل الضحية (ل.العياشي) ليتمكنوا عندها من التنقل إلى الطابق العلوي للمسكن، أين قاموا بتحويل صندوق فولاذي كانت صاحبة المنزل تخبأ بداخله مجوهراتها المتمثلة في طاقم من الذهب وقطع نقدية ذهبية، بالإضافة إلى مجوهرات أخرى ثمينة فضلا على مبلغ مالي قدر ب 210 مليون سنتيم. وبناء على التحقيقات التي فتحتها المصالح الأمنية إثر وقوع الجريمة، تمكنت هذه الأخيرة من الكشف عن المتورطين فيها، حيث تم العثور على المسروقات بمنزل أحد المتهمين بسيدي البشير، إذ قام كل من المدعوين (د.عبد المجيد) و(ج.قادة) بإخفاء الأشياء المسروقة، حيث أفادا لدى استجوابهما في الأمر أنهما قاما بشراء المجوهرات مقابل قيمة 26 مليون سنتيم. كما تبين من خلال التحقيق أن هذه الجريمة وقعت بتواطؤ ابنة زوجة صاحب المسكن الضحية وهي المتهمة (ب.فاطمة) المدعوة فيفي متزوجة وأم ل 3 أطفال، حيث قامت بإفادة شركائها بمعلومات دقيقة حول مكان وجود الصندوق وما يحتوي عليه علما أن المتورطين كانوا قد تنقلوا إلى المسكن المذكور على متن سيارة من نوع "إكسبريس" وهي ملك للمتهم (ت.سفيان)، كما تم العثور على أدوات حديدية استعملها القاتل كأسلحة تمثلت في ثاقبة حديدية ومطرقة، كما أوضح التقرير الطبي الذي حرره الطبيب الشرعي جراء تشريح جثة الضحية الحارس، أن هذا الأخيرة قتل خنقا علما أنه يعاني من داء الربو، كما وجدت عليه علامات وآثار العنف الذي تلقاه أثناء محاولته الدفاع عن نفسه. من جهته وبعد التصريحات التي أدلى بها جميع المتهمين أثناء الجلسة وبناء على ما جاء في قرار الإحالة أكد محام دفاع الطرف المدني أثناء مرافعته أن هذه الجريمة وقعت عمدا وأن المتهمين كانوا قد خططوا لكل شيء مرتكزا في مرافعته على دلائل جاءت بقرار الإحالة، من بينها اللقاء الذي جمع عناصر العصابة الذين قاموا بعملية القتل والسرقة والذي كان بأحد مقاهي الجرف، يومين فقط قبل وقوع الحادثة، حيث قاموا بالتخطيط لعملية السطو التي أودت بحياة الحارس. وقد إلتمس ممثل النيابة العامة حكما يقضي بالسجن المؤبد في حق المتهم بالقتل العمدي المدعو (ك.نورالدين) وحكما آخرا يقضي ب 20 سنة سجنا نافذا في حق كل من المدعوين (ب.عبد القادر) و(ر.عبد المولى) فيما التمس حكما ب 12 سنة سجنا لكل من المدعوة (ب.فاطمة) والمدعو (ت.سفيان) وحكما بسنة حبسا نافذا من أجل إخفاء أشياء مسروقة لكل من (د.عبد المجيد) و(ج قادة).