أنا أول من تحدث عبر أمواج إذاعة البهجة وأول من استعمل الدارجة وفاة ابني في ريعان شبابه بحادث مرور سيبقى أسوء ذكرى في حياتي هو منشط غني عن التعريف ومحبوب لدى العام والخاص ، عرفه جيل الثمانينات من خلال الإذاعة الوطنية وإذاعة البهجة الخبير في الأرصاد الجوية الشيخ فرحات الذي تمكن بمرحه وتواضعه من الدخول إلى بيوت الجزائريين باستعماله لغة بسيطة يفهمها الجميع ويتجاوب معها الكل . بداية الكثير يتساءل عن الاسم الحقيقي للشيخ فرحات؟ إسمي الحقيقي فرحات مختار، 63 سنة أما "الشيخ فرحات" فهو لقب الشهرة الذي أطلقه علي زملائي بإذاعة البهجة لأنني كنت أقدم النشرات بطريقة مختلف ولم يعهدها الجمهور الجزائري. هل يمكن أن تسرد لنا بعض تفاصيل التحاقك بإذاعة البهجة؟ في الحقيقة بداياتي كانت في سنة 1970 وكنت مهندس بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، وكنت أقوم بدراسة التغيرات المناخية بفرنسا وباقي الدول الأوروبية، وفي بداية الثمانينات كان لزاما علينا أن نقوم بتطوير الأرصاد الجوية في وسائل الإعلام التي كانت في تلك الفترة مقتصرة على الإذاعة والتلفزيون، خاصة وأن الكثير لم يكن يعرف التوقعات الجوية ويعتبر ذلك علما لا يمكن كشفه. وكيف انتقلت من هندسة الأرصاد الجوية إلى تقديمها؟ بدأت بالتلفزيون الجزائري وكذا الإذاعة الوطنية ورغم أننا لم تكن نتوفر على الإمكانيات اللازمة والإعلام الآلي لكننا استطعنا تقديم نشرات جوية للمشاهدين، وقد عرض علي المدير العام للإذاعة الوطنية لمين بشيشي قبل أن يتم تعيينه وزيرا للاتصال-عرض- علي فتح إذاعة جديدة اسمها إذاعة البهجة وتقديم نشرات الأحوال الجوية وتوقعات الطقس. هذا يعين أنك كنت من بين مؤسسي إذاعة البهجة؟ اجل ولا اخفي عليك اننا كنا تحت ضغط رهيب سنوات الإرهاب وما كانت تعانيه الجزائر من ويل الجماعات الإرهابية، وهنا أريد أن أشير إلى أنني أول شخص تحدثت في إذاعة البهجة، كما أنني أول منشط استعملت الدارجة في وسيلة إعلام عمومية هي الإذاعة الوطني وكنت الوحيد المسموح لي بذلك. وفي أواخر التسعينات التقيت بسعيد عولمي وكنت أقدم حصة"تيليسكوب" بالتلفزيون الجزائري واليت كانت تبث يوميا، بعد ذلك عدت غلى تقديم نشرة الأحوال الجوية بإذاعة البهجة حتى سنة 2010، أين قدمت استقالتي والتحقت بعد ذلك بقناة الشروق تي في. أستاذ على ذكر قناة الشروق، كيف تقيمون مستوى القنوات الخاصة في الجزائري خاصة وأنها حديثة النشأة؟ أنا أعتبر أن القنوات الخاصة في الجزائر هي إضافة جيدة للجزائر، والصحافيين في هذه القنوات يقومون بخدمة الوطن، وعوض أن يشاهد الجمهور الجزائري القنوات الأجنبية من الأفضل أن تكون القنوات الخاصة حاضرة في بيت جزائري. لو نقوم بمقارنة بسيطة بين الظروف التي توفرها وسائل الإعلام العمومية والخاصة؟ كيف يرى الشيخ فرحات ذلك؟ أصارحك بشيء ما. تفضل؟ لقد اشتغلت في وسائل إعلامية عمومية قبل أن أتوجه إلى القنوات الخاصة لكن الظروف مخالفة، ما عين أنه في وسائل الإعلام العمومية ليس هناك توفر كامل لظروف العمل، والأكثر من ذلك المسؤولون في الإعلام العمومي لا يعرفون قيمة المنشط أو الصحفي، ويعانون من عقدة الأجانب خاصة الأوروبيين والخليجيين. هل فكرت في تحضير برنامج جديد حول الأرصاد الجوية وتقنيات الرصد الجوي؟ في الحقيقة أنا حاليا أشرف على عديد الدورات التكوينية للطلبة والمهتمين بالتنشيط التلفزيون والتقديم الإخباري في عدة مدارس خاصة ومستعد لتقديم أية حصة تكون إضافة في الشبكة البرامجية تهتم بالبيئة والأرصاد الجوية. الشيخ فرحات، هل تلقيت عروضا للعمل في قنوات أجنبية؟ أجل لقد تلقيت عرضا لتقديم نشرات الأحوال الجوية بالقناة المغربية الثانية 2M وعرض عليّ راتب عشرة مرات أكثر مما أتقاضاه هنا في الجزائر لكنني رفضت. لماذا؟ ببساطة لأنني سأكون مضطرا بالاعتراف بأن الصحراء الغربية تابعة للمغرب حسب الخريطة التي تعرضها السلطات المغربية وهذا لا يتوافق مع مبادئي ومبادئ دولتي. ما هي أسوء ذكرى لك؟ أسوء ذكرى لي هي وفاة ابني منذ سنتين بسبب حادث مرور بالدراجة النارية بحي 1 ماي والذي كان لا يتجاوز 27 سنة من عمره، لا أزال أتذكر ذلك التاريخ الأسود من شهر سبتمبر 2013 ، هذا أمر مؤلم بالنسبة لي ولن أنسى إبني إلى غاية مماتي لكنني أؤمن بقضاء الله وقدره، ورغم أنني نصحت مرارا وتكرار إلى أن طيش الشباب قضى على فلذة كبدي في عز شبابه رحمه الله وألهمني الصبر والسلوان. ما هي نصيحتك للشباب الراغبين في الالتحاق بمجال الإعلام والتنشيط التلفزيوني؟ أنصحهم بالتواضع وأيضا الحضور لان ذلك سيعزز ثقتهم بأنفسهم.